مقطع قصة جميلة ، بها الكثير من القيم والعبر التي نحتاج إليها في حياتنا ، فتحكي عن امرأة فقيرة تعمل ماشطة لزوجة السلطان والوزير والقاضي، وكان لدى الفقيرة ابن مصاب بمرض جلدي ،وفي يوم من الأيام أخبرتها زوجة السلطان أن تتخلص من ابنها ؛ حتى لا تنتقل إليهم العدوى ، أو تطرد من العمل؛ فحزنت الماشطة حزنا شديدا ؛ لأنها تريد ابنها والعمل ، ولكنها قررت التخلص من ابنها فطردته من بيتها . جلس الصبي على الطريق وكان يتحاشاه كل من السلطان والوزير والقاضي إذا مروا بجانبه، فذهب الصبي إلى النهر وكان يمسح جلده بالطين الساخن إلى أن عافاه الله ـ سبحانه ـ من مرضه ، فذهب إلى أمه ، ورأته أمه بصحة وعافية ؛ ففرحت ، وطلب منها أن تذهب إلى زوجة السلطان ، وتطلب منها بعض النقود والملابس؛ لأنه ذاهب للتجارة والسفر، فأعطتها زوجة السلطان ما طلبت ، وذهب الابن إلى البصرة ، واستخدم بعض الحيل التي جذبت إليه التجار ومن بينهم "شاهبندر" التجار الذي طلب منه أن يسافر معه إلى الهند ، والمال بالنصف. وفي الطريق مرض شاهبندر التجار وتحمل ابن الماشطة العمل بالتجارة له ،وحقق له الكثير من الأرباح التي تناصفها معه. رجع "شاهبندر" التجار إلى البصرة ، وظل ابن الماشطة يتاجر في الهند وقد حقق تجارة هائلة ، ثم عاد إلى البصرة وأعطى أولاد "شاهبندر" الكثير من المال ــ وهو رد للجميل ــ وأعطاه "شاهبندر" ابنته ليتزوجها ، ثم رجع ابن الماشطة إلى دياره ومعه الكثير من المال وأعلم السلطان لاستقباله وأعطاه هو وأصحابه الكثير من المال ؛ فعرض كل من السلطان والوزير والقاضي بناتهم للزواج بهن، ووافق ابن الماشطة ، ثم أحضر أمه وألبسها الملابس الفخمة والحلي لتسكن معه، واستغربت أزواجه من أن أمه تكون الماشطة الفقيرة، فطرد زوجاته وأرجعهن إلى أهلهن؛ حتى يعلموا بأنه هو الصبي الذي كانوا يتحاشونه ثم رجع إلى البصرة وعاش بها .
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
ياسر الحمد


كان يا ما كان – حكايات شعبية
احترام الآخرين - قصص الأطفال