مقطع هذه القصة تتحدث عن رجل يعيش هو وزوجته وابنه على طريق القوافل في وسط الصحراء، فهذه نصيحة الأطباء لابنه المقعد حيث إن شفاءه لن يتم إلا في جو جاف. وكان هذا الأب يقضي معظم وقته في الصلاة والدعاء لابنه. وذات ليلة طرق بابه مجموعة من الأشخاص، طالبين منه الغذاء والشراب، ولكن زوجته اعتقدت أنهم مجموعة من الأشرار، ولكن الأب قال إنهم مجموعة من المجاهدين في سبيل الله ونشر دينه، وهذا ما قالته تلك المجموعة له أيضا؛ فأحسن ضيافتهم، واستقبلهم بالحسنى، وظن بهم حسن الظن فأكرمهم، وعند ذهابهم طلب منهم أن يدعوا لابنه ويلمسوا قدميه؛ وذلك لحسن ظنه بهم، وأنهم قوم دعاؤهم مستجاب؛ لحسن أعمالهم عند الله، ففعلوا ذلك ورحلوا. ومرت الأيام، وإذا بالولد يتعافى ويركض في أرجاء المنزل، فرجا الزوجان عودة المجاهدين؛ ليروا حسن عملهم وصدق نيتهم، وهذا ما حدث فعلا، فدخل ابنه عليهم ومعه هؤلاء المجاهدون، ولكنهم كانوا مذهولين لما رأوه من تحسن في حالة الولد، فاستقبلهم الأب بالفرح، وقال لهم: هذا بركة دعائكم، فقال زعيمهم وهو يشعر بالدهشة: بل هذا حسن نيتك بنا، ونحن والله لسنا مجاهدين، بل قاطعي طرق، ولكن بعدما رأينا منك وابنك فإننا ـ بإذن الله ـ سوف نكون مجاهدين في سبيله، ونرجع ما سرقناه من قبل.
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف
محمود التهامي


تراثي
زهد المسلمين
حسن الظن
الكرم
إكرام الضيف
الإيمان بالله
عدم السرقة