مقطع تذكر القصة أن للطفل الكسلان أحوالاً لا تسر أحدا؛ ففي أيام العطلة يظل نائما حتى الظهر، تكون أمه قد انتهت من إعداد الطعام، وأخته الكبيرة وأخوه الصغير قد ذهبا إلى نادي الحي القريب لممارسة الهوايات المحببة إليهما. وهذا الكسلان ما يزال نائما على الرغم من سطوع أشعة الشمس الحامية في غرفته، وكذلك العصافير التي تزقزق وهي متعجبة من الطفل الكسلان الذي لم يستيقظ بعد. ولما يستيقظ الطفل تسأله أمه: ألا تصحوا مبكرا يوما واحدا؟ فيقول لها: هذه أيام العطلة وليس لدي ما أفعله. وبعد اغتساله وإفطاره يكون كل من أخته وأخوه قد عادا من الخارج و يُريانه ما قاما به فيشعر بالخجل قليلا ولكن ليس لديه ما يفعله. وعند العصر حضر أصدقاؤه ليصطحبوه معهم للسباحة ولعب الكرة فيعتذر قائلا: اذهبوا أنتم فلست مستعدا. وفي آخر الصيف سافرت الأسرة إلى المصيف، وهناك لم يتغير حال الكسلان فإنه لا يزال يصحو متأخرا من النوم، فيسبقه أخوته إلى البحر، وتضطر الأم لانتظاره حتى يصحو، وبعد أن ضاقت الأم قالت له: لو تأخرت بعد ذلك سوف نذهب جميعا ونتركك. يصل الكسلان متأخرا فيسبح بمفرده ويكسل أن يحرك ذراعيه، فما كان إلا أن تأتي الموجه وتدفعه برفق أول مرة، ثم بعنف في المرة الثانية وتعود الموجة بإصرارها مرة ثالثة ورابعة إلى أن غمرت الطفل بالماء، ويبدأ بعد ذلك بتحريك ذراعيه بنشاط ويقفز فوق الموجة ليتفاداها، وكان أبواه غارقين في الضحك، وهو في كل مرة يزداد نشاطا وثقة بنفسه. وفي اليوم التالي تغير حال الطفل فلم يعد كسلانا بل أصبح نشيطا وهو يقول: لا يجب أن تضيع العطلة في النوم، فلدي عمل كثير.
عنوان الكتاب
محسن خضر


حكايات الأصدقاء
الرياضة