مقطع بطل القصة هو (عبد الرحمن) الخازن، صبي صغير يعمل في مكتبة قصر السلطان العامرة بالكتب القيمة والتي من خلالها استطاع عبد الرحمن أن يثري عقله بعلوم مختلفة، حتى لاحظ خازن المكتبة حب وشغف هذا الصبي بالكتب، الأمر الذي جعله يفكر في أن يحرر ذلك الصبي ويحثه على السعي وراء العلم والثقافة، خاصة أن ذلك الصبي يمتلئ بالحيوية والنشاط طوال اليوم وكثير التساؤل عما يدور حوله من نظريات واستفسارات، وبالفعل استطاع عبد الرحمن أن يتفرغ للدراسة بعد أن حرره خازن مكتبة السلطان (علي المروزي)، وظل ذلك الصبي يتردد على المكتبة كقارئ وطالب علم ولا يكاد يغادر قاعة المطالعة إلا للصلاة أو الترويح، كما أن خازن مكتبة السلطان أخذ هذا الصبي إلى مجالس العلم في مرو، فانفتحت له قلوبهم، وانشرحت صدورهم، ولم يبخلوا عليه بما يعرفونه من العلم. وبعدها اشتهر صيت هذا الشاب في أرجاء المنطقة وسمع عنه والي خراسان (معز الدين) فأعجب به وجعله صديقا له في أسفاره وترحاله. وفي العام الأول من القرن الهجري السادس شد عبد الرحمن رحاله من مرو صوب جبال سنجار بالعراق، وأخذ معه الكتب والمراجع ليتفرغ للثقافة والعلم مع أسرته المتواضعة، وبحث عبد الرحمن لنفسه عن بيت يسكنه واختار بيتاً متواضعاً في أطراف بلدة سنجار، ومرت السنوات تباعاً وعبد الرحمن يواصل أرصاده الفلكية بصبر ودأب لا يفتران، ويدون مشاهداته واستنتاجاته عن مواقع النجوم الثوابت حتى انتهى به المطاف إلى تأليف كتابه ( الزيج المعتبر السنجري)، كما أنه أقام معملاً بالقرب من منزله الذي اكتشف فيه أن الهواء مثل السوائل له وزن وكثافة ودرجة حرارة، كما أنه ألّف كتاباً ضخماً قلب فيه موازين العلم وأسماه ( ميزان الحكمة ).
عنوان الكتاب
سليمان فياض
إسماعيل دياب


علماء العرب
عبد الرحمن الخازن
الفلك - تراجم
الطبيعة
الميكانيكا
العلماء العرب - تراجم
العلماء المسلمون - تراجم
الحضارة الإسلامية