مقطع يذكر أنه في يوم مشرق جميل صحا القرد (بادو) من نومه وهو يقول: أنا جوعان ..أنا جوعان. حيث اعتاد (بادو) أن يحلم بقطف الثمار الجميلة وأكلها، فاندفع خارج منزله مسرعاً، فاستوقفته صديقة أمه وسألته عن مكان ذهابه؛ فقال: إلى أشجار الموز قبل أن يسبقني إليها أحد. وعندما وصل إلى الحقول كان يتفنن في تقشير الثمار بأقل وقت ممكن، ومع ذلك كان يخطط لتخزين المحاصيل دون علم الآخرين به، حيث كان يملك سرداباً بجوار منزل أهله، وكان يجمع المحاصيل، والتي كانت تتلف قبل أن تؤكل بسبب أعدادها الهائلة، وعندما يرى الثمار الغير ناضجة كان يلفها بأوراق الشجر حتى لا يراها أحد. وبينما هو يجمع الثمار، ويأكل ما تصل إليه يده دون حتى أن يبتلع الثمار أصيب بالفواق، وأحس بالتعب، ولم يكن يريد أن يشرب ماء حتى لا يضيع مساحة في بطنه في غير الأكل إلا أنه اضطر لذلك من شدة الفواق، وبعدها أحس بالتعب والألم في بطنه لكثرة ما أكل وشرب؛ فأراد أن يرتاح قليلاً على ضفة النهر، وهناك حلم بأشجار موز عملاقة، ولكن الموز تحول إلى أفاعٍ التفت حول رقبته. صاح (بادو) أثناء نومه، وكانت هناك العصفورة (سيلا) وصديقتها السمكة (مرمر) وقد أشارت السمكة على صديقتها أن توقظه حتى تريحه من حلمه، وعندما أيقظته تعرف عليهما، وتعرفتا عليه وعلى قصته وحلمه؛ فنصحتاه بأن يقوم ببعض الرياضة، وطلبوا منه مشاركتهما في سباقهما اليومي، وقد تغلب عليهما بذكائه، وأصبحوا أصدقاء. عرف (بادو) أحلام كل واحدة منهن وساعدهن على تحقيقها؛ فقد حمل السمكة في دلو به ماء إلى الضفة الأخرى من النهر كما كانت تتمنى، وطلب من العصفورة أن تغني في حفلة أقامها لأصدقائه الذين أعجبوا كثيرا بصوتها، وبذلك أسعد أصدقاءه، وساعدهم كما ساعدوه في التخلص من طمعه وحبه الشديد للأكل.
عنوان الكتاب
عفاف طبالة
هنادي سليط


الصداقة - قصص الأطفال
الطمع
الطموح*