مقطع وقفت زينة الصغيرة أمام محل للألعاب، وأخذت تتفرج على الدمى المعروضة، وتمنت لو أنها تحظى بواحدة منها، وقد كانت العرائس تلبس فساتين طويلة كأنهن أميرات الأحلام، وضفائرهن طويلة، وعيونهن ملونة، وكأن كل شيء في العرائس يشبه زينة، فلاحظت زينه ذلك وابتسمت، ثم بدأت تتخيل نفسها من أميرات الأحلام السعيدة على الرغم من فستانها الممزق وحذائها المهترئ. وبينما هي غارقة في أحلامها وضعت صاحبة المحل دمية جديدة بزي غجري، فأعجبت بها كثيراً، وقالت في نفسها: ما أجمل هذه الغجرية، وفتحت لها أفاقاً جديدة في عالم الأحلام بعيداً عن الواقع المؤلم الذي تعيشه، وأصبحت زينه الغجرية تأتي باستمرار لمشاهدتها. ذات يوم توقفت سيارة فخمة، ونزلت منها سيدة ومعها ابنتها، وكانت زينة تكره هذه النوع من السيدات؛ لأن أمها تعمل في تنظيف بيوتهن، فنظرت إليها زينة نظرة فيها حسرة ولوم، وهي تشعر في قرارة نفسها أنها سبب حرمانها من أمها، فلاحظت السيدة ذلك، وشعرت بها، فأعطتها نقوداً، وطلبت منها أن تشتري حلوى. ذهبت زينة وأسرعت لشراء لوح الحلوى، وعادت مسرعة لتخبر الغجرية عن الطعم، لكنها تفاجأت بعدم وجودها، فلم تستطع أن تتمالك نفسها، وأخذت الدموع تنهمر منها، وعادت إلى أمها لتخبرها بمدى حزنها العميق لفراق صديقتها الغجرية. كانت الأم عاجزة عن تعويض ابنتها، وشعرت بتعاسة ابنتها، وكانت مستعدة لتلبية كل ما تطلبه منها، فقالت لها إنها سوف تصحبها معها للعمل. سرت زينة من ذلك، ووصلت إلى منزل السيدة، وكانت خائفة من السيدة، ودهشت لما علمت أن السيدة هي نفسها التي اشترت الغجرية. كانت السيدة طيبة القلب، فنادت ابنتها، وقالت لها: أحضري لعبتك الغجرية لتلعب بها زينة، وما إن وصلت حتى ضمتها زينة، وهنا تذكرت السيدة الموقف الذي حدث لها مع زينه بالأمس، وأمسكت بيدها، وقالت لها: إن الغجرية هدية لك يا زينة. شكرت زينة السيدة التي ذكرت لها أنها كانت في السابق مثلها تتمنى الدمى، وكانت قد صنعت دمى من أعواد الأخشاب، وكان فراشها من أوراق الصحف من بيت السيد الذي كان والدها يعمل عنده. أحست زينه بعناء تلك السيدة حتى استطاعت الوصول إلى غايتها، وأغمضت عينها، وهي تحلم بالوصول إلى غايتها
عنوان الكتاب
أميره عسلي


واقعي
عالم الطفل
العمل - قصص الأطفال
الإرادة
الطموح*