مقطع تتحدث هذه القصة عن ولد شديد الكسل كان يعيش مع أمه، وكانت حالتهما المادية سيئة، فقد كانت الأم هي مصدر الرزق الوحيد لهذه العائلة، فكانت تخيط الملابس للجيران وكان "عمارة" لا يعلم شيئا فهو يقضي وقته في النوم أو الجلوس في البيت وكانت أمه توبّخه على كسله وتعاقبه على إهماله، ولكن لا ينفع فيه توبيخ ولا يؤثر فيه عقاب فيئست أمه من إصلاحه، فطال كسله في دروسه وتسبب في طرده من المدرسة، وعندما علمت أمه عن طرده من المدرسة هددته بطرده من البيت إن لم يجد عملا. سعى عمارة في البحث عن عمل وفعلا وجد عملا عند مزارع واشتغل معه طول النهار وفي نهاية العمل أعطاه المزارع قرشا. أخيرا حصل له على عمل وفرح عمارة به، وفي أثناء الطريق وقع هذا القرش من عمارة ولم يجده مما أحزن عمارة ورجع إلى البيت وحكى لأمه القصة فقالت لماذا لم تضعه في جيبك؟ فقال لها في المرة القادمة سأفعل، ولكن في هذه المرة أعطاه المزارع قدحاً من اللبن فوضعه عمارة في جيبه عملا بنصيحة أمه ولكن ما أن وصل للبيت حتى انسكب اللبن كله أثناء سيره، فلما رأته أمه قالت لماذا لم تغط القدح حتى لا يسيل منه اللبن فوعدها أنه سيفعل المرة القادمة، ولكن هذه المرة أعطاه المزارع دجاجة صغيرة حينها وضعها عمارة في صندوق وأغلق عليها فماتت الدجاجة فلما رأتها الأم أيضا عاتبت عمارة وقالت له لا بد أن تحملها بيدك حتى تتنفس الهواء، فوعدها بفعل ذلك في المرة القادمة. في هذه المرة عمل عند الخباز والذي كافأه على عمله بقط أبيض وحمله عمارة بيده عائدا إلى البيت لكن القط خمشه بمخالبه وفر هاربا، عاد عمارة إلى البيت وأخبر والدته بما حدث فقالت والدته لماذا لم ترطبه بحبل وتجره إلى البيت؟ وكعادته وعدها بفعل ذلك في المرة القادمة، هذه المرة عمل عند جزار والذي أعطاه في نهاية العمل قطعة لحم حيث قام عمارة بربطها بخيط وسحبها خلفه، ولما وصل إلى البيت كانت قطعة اللحم قد لطخت بالوحل والأقذار، فعاتبته والدته على فعلته وقالت له لماذا لم تحملها على كتفك فوعدها أنه سيفعل في المرة القادمة، هذه المرة عمل عند راعٍ والذي أعطاه حماره ليعود به للبيت ولكن نجد أن عمارة لم يركب على الحمار بل حمله على ظهره عندها رأته بنت السلطان فأعجبها الموقف وضحكت عليه، سرّ السلطان لذلك لأن ابنته لم تعرف الابتسامة منذ سنوات بسبب مرضها فكافأ السلطان عمارة وأمه بأن أسكنهما في قصره ووكل لعمارة مدرسا يعلمه، وهنا برز عمارة وأصبح نشيطا وبرع في العلوم وأصبح يُضرب به المثل في النشاط والذكاء.
عنوان الكتاب
كامل كيلاني


قصص فكاهية
الكسل