| مقطع |
أصبح لأمي قدرات خارقةً بسبب الوصفة السحرية لكرات الحلوى الزرقاء بالفليفلة، التي ورثتها عن جدة جدة أخت جدتها. من هذه القدرات أن تندسَ في جيب أبنها وهو ذاهب للمدرسة، وذلك لأن غسان مرعب الفصل لا يجرؤ على إزعاجه لوجود والدته، ولكن هذا الأمر وغيره يسبب الإحراج لأبنها. ومن مواقف سوبر ماما هي تتدخل لتحل أبسط المشاكل، وأن هاجمه أشرارٌ تواجههم، تصحبه في السفر وتخترع ألعاباً مضحكة. ولكن خوفها وحرصها بدأ يزداد ولم تعد تفارق ابنها فتندس في جيبه لتدافع عنه في الفصل، وتراقب طعام ابنها في الكافتيريا وتقدم نصائح للطاهي؛ تظهر في كل المواقف لتصيح أتركوا صغيري ولا تسخروا منه.؛ مما أدى ليعامله الجميع كطفل وعاجز. ولذلك فقد أخفى ابنها دفتر الوصفات الذي ورثته أمه من جدة جدتها تحت سريره، وأمضت الأم النهار كله تبحث عن الدفتر. وفي ذاك الصباح لم تتناول والدته كرات الحلوى الزرقاء بالفليفلة، وذهب ابنها للمدرسة لوحده. وفي هذا اليوم، ترك الإبن ربطة حذاءه محلولاً، وربطة عنقه مفتوحاً، وتناول قطعا من الكريما والشكولاتة ولم يحدث شيئاً. وواجه غسان وأصدقاءه، وأخذوا بإيذائه ورمي كرته من جهة للأخرى، وشعر بحاجته لسوبر ماما ولكنها الفرصة التي يرى قوته وثقته بنفسه، فنظر بحسم بعين غسان وسأله: ما هذا المنديل الخارج من جيبك؟ أليس هو المنديل الذي تحمله منذ كنت طفلاً وأنت تمص أصابعه؟، رأيت ذلك بعيني في أحد الأيام عندما كنت بالقرب من السوبر ماركت. شعر غسان بالخجل وابتعد عنه وعدم التعرض له مرة أخرى. وفي اليوم الثاني تصالح غسان وسوبر الصبي. وعند وصول الصبي سوبر للبيت قالت والدته أنت كبير كي تدبر أمرك. ومنذ ذلك اليوم احتفظت والدته بالحلوى للمناسبات. |