مقطع كان على ضفة نهر الأردن عم اسمه "إبراهيم" عنده حقل، على رأسه شجرة وافرة الظلال، على هذه الشجرة عش صغير، فيه عصفور وعصفورة. وهناك أوقات يجلس فيها العم إبراهيم تحت الشجرة، يفرش بساطه السندسي الأخضر الأنيق، ويستمع إلى خرير الماء في النهر، والنسيم يداعب أوراق الشجر وأعواد القمح، والعصفوران يصدحان بزقزقتهما. وذات يوم، اكتشف اختفاء زقزقة العصفورين، وأدهشه ذلك! وبحث بعينه عن عشها فوق الشجرة فلم يجده؛ فأسف لذلك كثيرا، وكان أسفه سيزيد لو علم أن طفلا أصاب العصفور بحصاة كسرت جناحه، وجعلته غير قادر على الطيران؛ مما اضطره إلى نقل العش من فوق الشجرة إلى قلب الحقل، وباضت العصفورة بيضتين، وبدأ القمح ينضج، وفقست البيضتان، وخرج منهما عصفوران صغيران، وبدأ العصفور الكبير يمتثل للشفاء، وحاول أن يتدرب ـ مع العصفورين الصغيرين ـ على الطيران، فسعد العم إبراهيم عندما سمعهما يزقزقان لأول مرة، واعتبرها بشارة خير. عاد العصفوران إلى صغيريهما في العش في قلب حقل القمح، وكان العصفوران حزينين ويبكيان بشدة على غيرعادتهما. فسألتهما أمهما العصفورة عن سبب بكائهما، فقالا: إننا خائفان على عشنا أن يحطمه أقارب العم إبراهيم، فقد جاء اليوم، وجلس تحت الشجرة، ثم نزل إلى الحقل، وسار فيه قليلا، وسمعناه يقول: القمح قد نضج. وإنه سيطلب من أقاربه أن يحصدوه له؛ لأنه يشعر ببعض التعب. فقال العصفور الأب: لا داعي للقلق أو الحزن؛ لن يحصدوا القمح. ومضت الأيام ولم يتم حصد القمح ـ تماما كما قال الأب ـ وعاد العصفوران (الأم والأب) إلى العش ليجدا العصفورين الصغيرين يبكيان، وسأل الأب ـ باهتمام ـ ماذا جرى؟ قالت العصفورة الصغيرة: العش. وأضاف العصفور الصغير نفس الحكاية السابقة لن نبقى هنا؛ جاء العم إبراهيم وقال: إنه غاضب من أهله وأقاربه؛ لأنهم لم يستجيبوا لطلبه، ولم يحصدوا القمح، وأضاف العصفور الصغير؛ لذلك فقد رأى أن يكلف أصحابه وأصدقاءه بهذا؛ لأنه مازال متعبا، وهو واثق من قدومهم، وسيقومون بالعمل كما يجب، وأنهم سيحصدون خلال فترة قصيرة. ضحك العصفور الأب وقال: اطمئنوا لن يحصدوا القمح. ولم يأت أصحابه وأصدقاؤه ليحصدوا القمح؛ فغضب العم إبراهيم كثيرا، وقرر أن يحصده بنفسه دون مساعدة أحد، وسيتم نقل العش فوق الشجرة.
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف


واقعي
الحب - قصص الأطفال
الثقة بالنفس**
الرفق بالحيوان
الاعتماد على النفس - قصص الأطفال