مقطع كان لرجل يدعى ( فاتك ) حمار رمادي اللون يتصف بالقوة والجمال، وكان فاتك يسئ معاملته، مبرراً أن الحمير خلقت للشقاء، وحاول الكثير من الطيبين ثني فاتك عن رأيه وأن يعامل الحمار برفق ولين ولكن دون جدوى. ولذلك لقبب يـ " نيرون " وذات يوم نهض نيرون وتوجه إلى زريبة رمود فوضع على ظهره دون إطعامه أو سقايته وأثناء الطريق أرادا نيرون أن يضرب الحمار فرفع ذراعة فاصطدمت بالشجرة فانعكس زخمها على نيرون وأحس بالآلام ورغم ذلك ضرب الحمار فألمه، وأخذ نيرون يتألم والحمار يتوجع. يمر به أحد الطيبين فاتجه إلى رمود أنزل ما عليه من حمل وربطه إلى جذع الشجرة ثم توجه إلى نيرون وساعده، وقال له: هذه المرة نجوت من فعلتك، فحذره المرة المقبلة، وتعلم من أخطائك. فندم نيرون وعامل حماره رمود معامله حسنة، واستمر هذا الأمر بضع أيام ثم عاد إلى طبيعته وشره وازدادت معاملته السيئة. وفي صباح أحد الأيام توجه نيرون ورمود إلى نفس الطريق؛ فقام الحمار ينهق ويصرخ صراخا لا مثيل له واجتمع الناس، فعرفوا أن الحمار يصرخ من ضرب نيرون له فاستدعوا قائد الشرطة، وكان من أعضاء الرفق بالحيوان فأمر بحبس نيرون، وضربه أمام الملأ وبعد عدة أيام من الحبس جاء دور الضرب أمام الناس. وفي أثناء ضرب قائد الشرطة لنيرون قام الحمار رمود بالبكاء والصراخ حتى خاف الناس وابتعدوا؛ فقام الحمار بفك وثاق سيد، ومسح رأسه على صدر نيرون وبعدها أراد نيرون أن لا يعود على هذه المعاملة لأنه أحس بحب "رمود" له
عنوان الكتاب
أمين لطف الله زيدان


سلسلة نادر العلمية
الرفق بالحيوان
الحمار - قصص الأطفال