مقطع تتحدث هذه القصة عن غابة كثيرة الأشجار والأعشاب، وبها نبع غزير تشرب منه الحيوانات وتغتسل منه، وكان يعيش في الغابة حيوانات كثيرة كالأسود والنمور والغزلان والفيلة والزرافات والقرود والأفاعي، وكان الأسد ملك هذه الغابة، ذكيا وعادلا وتحبه الحيوانات. وكان الأسد بدوره يحب جميع الحيوانات ويحميها من الأخطار. وفي إحدى السنوات، كان فصل الخريف قاسيا، وكانت الرياح شديدة؛ فاقتلعت معظم الأشجار! وحين جاء فصل الشتاء لم ينزل المطر؛ فتضايقت الحيوانات من ذلك! ولما جاء فصل الربيع، اكتست الأرض بالخضرة، ففرحت الحيوانات بالأعشاب، مع أنها كانت قليلة، ولكن الأسد كان حزينا، يفكر فيما يمكن أن تفعله الحيوانات بسبب قلة المياه؛ فدعا الأسد الحيوانات إلى اجتماع للتشاور في حال عدم نزول المطر، أو إذا جف ماء النبع، أو إذا كان فصل الشتاء حارا، وقال لهم: ماذا تقترحون أن نفعل؟ فاقترح الفيل حفر بركة كبيرة، وتملأ بماء النهر القريب من الغابة؛ ففرح الجميع بهذه الفكرة وبدأوا العمل بجد ونشاط. بينما امتنعت جماعة النمور الكسولة عن العمل. وبعد شهر من العمل المتواصل تمكنت الحيوانات من حفر البركة، ثم بدأت تتعاون في إحضار الماء من النهر، وبعد أسبوع من العمل الجاد امتلأت البركة بالماء. مرت بضعة شهور، وجاء الصيف بعد ذلك، وكان حارا جدا؛ فجف ماء النبع، وعطشت النمور كثيرا، ولم تدر كيف تشرب؟! بينما كانت الحيوانات الأخرى تشرب الماء وتسبح فيه، ولم تنجح محاولات النمور في الاقتراب من البركة؛ لأن الأسد قد وضع على البركة حراسة مشددة، ثم حضر كبير النمور إلى الأسد وقال: أيها الأسد الكبير، تكاد النمور تموت عطشا! ونحن نشعر بخطئنا لأننا لم نشارك في الحفر معكم، ونرجو أن تسمحوا لنا بالشرب معكم. اجتمعت الحيوانات وتشاورت في أمر النمو، ثم قررت أن تسمح لهم بالشرب مرة واحدة في اليوم عقابا لهم على كسلهم.
عنوان الكتاب
ضياء الحجار


مشروع المنهل التعليمي
القيم
العمل