مقطع يتضمن الكتاب تسعة فصول، ولكل فصل عدة فروع، وقد تناول المؤلف في بداية كتابه الحديث عن العلوم الاختبارية، ويذكر أن عمره لا يتجاوز (500) سنة، وهو مبني على أسس وقواعد صلبة. كما تحدث الكاتب عن الطب والجراحة في عصر النهضة، وذكر أن القرن الرابع عشر شهد ازدهارا في العلوم والفنون والأفكار الجديدة التي لم يشهد لها مثيل من قبل، إذ برز الطب نتيجة أفكار مصدرها اليونان القديمة والشرق الأوسط، وذكر أيضا أن المعرفة السابقة التي وصلت إلينا من العالم القديم كان لها الأثر الكبير في تطور الطب والجراحة في عصرنا هذا. ثم يأتي الكاتب بطرحه عن موضوع الكشف في جسم الإنسان، وعليه نبذ العلماء الأوربيون في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الأفكار القديمة واستكشفوا جسم الإنسان كما يستكشف الجغرافيون العالم، وأيضا شرحوه بدرجة عالية من الخبرة ليكتشفوا أجهزته الحيوية كثيرة التعقيد. كما يتناول الكاتب الحديث عن الشمس مركز الدوران؛ وكيف استطاع العالم البولندي "نيكولاس كوبرنيكوس" إثبات دوران الأرض حول الشمس باعتبارها مركز نظامنا الشمسي. ثم يأتي الكاتب بطرح موضوعه عن حركة الكواكب، وكيف كان "كيبلير" رياضيا بامتياز عندما وضع ثلاثة قوانين لحركة الكواكب، وهي لا تزال قيد الاستعمال حتى اليوم، على الرغم من عدم صحة بعضها. ثم يأتي بموضوع الحقول المغناطيسية؛ أي مجال تأثير المغناطيس بالحقل المغناطيسي، ويتحدث كذلك عن العالم "غاليليوغاليلي" وقد أطلق عليه لقب (أبو العلم الحديث)؛ إذ كان من أوائل المفكرين الذين تحدوا مذهب أرسطو. ثم يطرح موضوعه عن استكشاف السماوات؛ فطالما حيرت نجوم السماء وكواكبها أذهان الناس على الدوام، إذ كان يتعين عليهم الاعتماد على العين المجردة لرؤيتها حتى حلول عام (١٦٠٩م) إذ اخترع التلسكوب ليفتح آفاقا جديدة نحو العالم. بعد ذلك يتناول موضوع الحركة وقوة الاستمرار والاحتكاك؛ إذ إن أحد الاختراقات العلمية العظيمة التي شهدها القرن السابع عشر تمثلت في فهم كيفية تحرك الأشياء ومتى تتوقف، وكان المفتاح لحل هذه المشكلة يكمن في أن للأشياء قوة استمرار، أي أنها لا تبطؤ وتتوقف إلا عندما يجبرها شيء ما على فعل ذلك، وعادة ما يكون السبب في ذلك هو الاحتكاك. ومن ثم يناقش موضوع طرق إجراء الحساب؛ إذ تعد العمليات الحسابية من جمع، وطرح، وضرب، وقسمة مهمة على الدوام في الحياة اليومية لأي مجال، وإن تطوير طرق الحساب الأكثر فعالية، وحتى المساعدات الحسابية الميكانيكية سمحت بالتقدم الماثل في المعرفة العلمية والعملية، وقد كانت أسهل طريقة لإجراء العمليات الحسابية هي استعمال وسائل المساعدة الميكانيكية. وتطرق الكاتب كذلك للحديث عن الدورة الدموية، وذكر أن الدم هو مصدر الحياة، وتعتمد عليه جميع خلايا الجسم، ويضخ الدم بواسطة عضلة القلب حول الجسم من خلال جهاز معقد من الأوعية الدموية، وعلى الرغم من أنه أهم مادة في الجسم، فإن وظيفته ووسائل انتقاله لم تكن واضحة بالكامل حتى نهاية عصر النهضة. ويتحدث المؤلف أيضا في كتابه هذا عن المؤلف "روبرت هوك" الذي اكتشف القانون الذي يخص ضغط وحجم الغاز، وكان له قانون آخر، وهو حركة النابض المرن وغيره من الأشياء القابلة للتمدد. وتحدث المؤلف أيضا عن الحياة المجهرية، فقد فتح اختراع التلسكوب نافذة على عالم جديد من الاكتشافات لعلماء علم الأحياء في عصر النهضة، ولم يقتصر ذلك على براعتهم في دراسة التشريح بأدق تفاصيله عما اعتقدوا بإمكانيته سابقا، بل تعدوه ليجدوا ضروبا جديدة من الأحياء تعيش في نقطة واحدة من المياه المتبركة. وتكلم كذلك عن موضوع اكتشاف الفراغ؛ إذ كان الفلاسفة الإغريق مقتنعين بأن الفراغ هو العدم، ولكن في القرن السابع عشر اكتشفت الفراغات، ودرست خصائصها بشكل مفصل، وسرعان ما أدرك العلماء قيمتها المحتملة. ومن ثم تحدث الكاتب عن الكيميائي الفيزيائي "روبرت بويل" الذي أطلق عليه اسم (أبو الكيمياء)؛ لأنه ذهب بعيدا عن أفكار الكيمياء القديمة، وأوضح أيضا ماهية المادة، وبمساعدة العالم روبرت هوك أجرى بحوثا شاملة في خصائص الفراغ وحول العلاقة بين الضغط والحجم في الغازات. وبعد ذلك تكلم عن حركة الغازات قبل القرن السابع عشر، وذكر أنه لم تجر أي دراسة علمية جدية على الغازات؛ إذ كان يعتقد أنها مجرد هواء، إلا أن جهد العلماء الرواد في دراسة الطقس، قاد إلى اكتشاف أن الهواء والغازات الأخرى تعمل وفقا لمجموعة من القوانين الرياضية، وهوما أدى إلى فهم أفضل للذرات والجزيئات. ويتناول المؤلف كذلك موضوع الرسوم البيانية والإحداثيات، إذ تعد الرسوم البيانية معلومات إحصائية مرئيّة بحيث يمكن مشاهدة أي شيء في لمح البصر، من تساقط الأمطار الشهري إلى معدل ارتفاع الجريمة، ويذكر أن تطوير أسس الرسوم البيانية وأنظمة الإحداثيات يمثل حلقة الوصل الأساسية بين الجبر والهندسة التي تضعهم في قلب الرياضيات والعلوم، إذ يعود أصل الأنظمة الإحداثية إلى أزمنة قديمة، إذ برع اليونانيون في الهندسة، وتألق المسلمون في الرياضيات. وبالانتقال إلى قوانين "نيوتن" حول الحركة، يذكر الكاتب أن إسحاق نيوتن أورد مجموعة من المعادلات الرياضية والتي تسمى الآن قوانين الحركة، وتفسر هذه القوانين كيفية تحرك الأجسام وكيفية بقائها مستقرة، أوتفاعلها مع القوى والأجسام الأخرى، وتشكل قوانين نيوتن أساسا لكل الميكانيكيات الكلاسيكية. ومن ثم يتطرق الكاتب إلى موضوع مفهوم الجاذبية عند نيوتن، الذي تمثل بإدراك قوانين الجاذبية التي تنطبق على القمر والأجرام السماوية الأخرى تماما مثلما تفعل مع الأجسام الصغيرة على سطح الأرض. وبالتطرق إلى موضوع قوة الجاذبية، يذكر الكاتب أن سبب تساقط الأشياء على الأرض كان أمرا غامضا، وكان نيوتن أول من أيقن أن الأشياء لا تتساقط فحسب، بل تتجاذب إلى بعضها البعض، وتؤثر هذه القوة في كل شيء في الكون؛ فقد كان نيوتن من أعظم الرياضيين والعلماء في كل الأزمنة، كان عبقريا وقد خطا خطى كبيرة واستثنائية في الرياضيات والبصريات والميكانيكا والجذب التجاذبي، كما أنه ابتكر حساب التكامل والتفاضل، وفسر ألوان قوس الألوان، وأيقن قوة الجاذبية. وتناول الكاتب كذلك موضوع السرعة وسرعة الحركة، إذ إن لدى الناس مفاهيم فطرية عن السرعة، وهي ببساطة تعني مدى سرعة الجسم خلال الحركة، وسرعة الحركة هي السرعة مجتمعة مع اتجاه الحركة، فالسرعة وسرعة الحركة ومعهما التسارع وكمية الحركة أو الزخم، كلها مفاهيم علمية جوهرية تؤثر على كل شيء نقوم به. ثم يأتي المؤلف بحديث عن طبيعة الضوء؛ فمنذ أواخر القرن السادس عشر حتى مطلع القرن التاسع عشر، أثار التقدم في التكنولوجيا البصرية جدلا حول طبيعة الضوء، فأتى الجواب من دراسات الحيود والانعطاف، وتطور فهم العلماء لطبيعة الضوء مع مرور الزمن، وتطور العلم. ويتناول كذلك الحديث عن الضوء المنقسم، والضوء المنعطف، وطريقة استفادة الإنسان منه، وخصائص كل نوع من أنواعه. كما تحدث المؤلف أيضا عن المذنبات والشهب، ويذكر أنها تشكلت لحظة نشوء النظام الشمسي، أي منذ محو أربعة مليارات وستمائة سنة. وتناول كذلك موضوع قياس الوقت، ويذكر أن الشعوب الأولى قاست الوقت بالأيام، ولاحظت أن القمر يصبح بدرا كل (٢٩) أو (٣٠) يوما، وأن الشتاء يحل كل (١٢) أو (١٣) بدرا، ويذكر كذلك كيف تطور نظام التوقيت والساعات عبر العصور. وكان ختام موضوعاته الحديث عن تصنيف الأجناس الأحيائية، إذ يوجد ما لا يقل عن مليون ونصف المليون من أجناس الكائنات الحية مسجل لدى العلماء، وهناك بلا شك المزيد منها ينتظر اكتشافه، وقد بدأ تصنيف الكائنات الحية نتيجة الرغبة في إيجاد ترتيب لكل ما هو حي في العالم، وتطور إلى مناهج مصقولة لإعادة تقويم الصلات النشوئية للحياة على الأرض.
عنوان الكتاب
آدم هارت دايفس


الموسوعة الشاملة للعلوم
العلم - تاريخ
العلوم - تاريخ