مقطع هي إحدى القصص التي يحكيها العم (صبور)؛ فقد نصح ابنه (وديع) بأن يحافظ على صحته ونظافته وعلى سلامته. وبعد أيام بينما (وديع) نائم في الفراش يعاني من ألم شديد قال (صبور) له: يا بني لقد نصحتك كثيرا بالحفاظ على صحتك. فأجاب (وديع): لقد أخذت بنصيحتك، وحميت جسدي من البرد، واعتنيت بالنظافة، ولكني حملت حملا ثقيلا فآلمني ظهري. فقال له: يا بني؛ التفكير خلق سديد، والحذر من الأخطار يحمينا من التعرض للأمراض. وذكر له حكاية الأرنب الحكيم؛ فيذكر أن الأرانب السبعة اجتمعت على مائدة الإفطار، وتناولت طعاما شهيا من الأعشاب والخضروات، وبدأت تتحدث عن الأخطار التي تواجه حياتها. وبالقرب منها كان هناك عصفور يأوي إلى عشه مع أولاده الصغار يستمع إلى حديثها، فقال الأرنب الأول: الصيادون هم الخطر الوحيد لأنهم يملكون بنادق وعلينا أن نختبئ منهم. وقال الأرنب الثاني: بل الخطر بعدم اجتناب الذئاب لأنها تحب لحم الأرانب. وقال الثالث: بل أخطر الحيوانات الثعالب؛ لأنها ذكية وسريعة ولا تعرف الجوع. وقال الرابع: بل الثعابين أخطر؛ لأنها تزحف بين الأعشاب والأشجار ثم تلدغ لدغا مقيتا وتنفث فينا السم. فرد عليه الأرنب الخامس: خطر القطط أكبر. وقال السادس: الخطر الوحيد هو الكلاب فهي هادئة وتهاجم أوكارنا وتأكل صغارنا. أما الأرنب السابع: فلم يتكلم، وإنما ابتسم فقط؛ فالتفتت الأرانب إليه وسألته عن رأيه فقال: علينا أن نحذر من كل الأخطار. أصر كل منها على رأيه، وطال بها الخصام، وفي المساء كانت الأرانب الستة تعاني آلاما مختلفة، أما الأرنب السابع فكان جالسا بهدوء سالما من كل ضرر، استغرب جارهم فسأل الأرنب السابع عما جرى فقال: لقد جرحت الأرانب لأنها لم تحذر سوى خطر وحيد. فقال العصفور: وكيف نجوت أنت؟ فرد عليه الأرنب: حذرت من جميع الأخطار.
عنوان الكتاب
عبد الواحد علواني
ناصر نعساني


مذكرات العم صبور
الأرانب - قصص الأطفال
التفكير