مقطع كان السيد قارض وهو فأرٌ شاب قوي، يعيش في علبة زرقاء بجانبها صندوق بريد لتلقى الرسائل التي يمزقها بعد قراءتها، ولكن يا ترى هل يعرف السيد قارض القراءة؟!. يجلس السيد قارض فترات طويلة يفكر في حياته السابقة، فقد كانت له زوجة واسمها حسناء، وست أطفال، وكانت تلك أسعد أيام حياته. فَقَدَ زوجته بسبب لسعة نحلة ودفنها بالقرب من البستان. وفي أحدد الأيام شعر بألم في معدته، حضر الطبيب ولكن ظل الألم يلازمه، بدأ ينظر للصور المعلقة لصغاره وشبابه، وهو يتلقى الرسائل التي تخبره بأن الموت ليس سيئاً ، فقد ينام المرء ولا يعد يحس بشيء، أو أن يدخل الجنة وبذلك يرقد مرتاحاً ولا خوف عليه من الموت. لم يستطع السيد قارض البقاء طويلاً مع الألم، فارتمى على السرير ومات فجأة. تحدثت الصحف ونشرات الأخبار عن وفاة السيد قارض، ووضع في نعش وحوله أزهار الهندباء الصفراء، ودفن في حفرة صغيرة بجانب البستان. والآن تعرَّف السيد قارض أكثر عن الموت، فأما أن يكون رقوداً وراحة، وأما أن يذهب لحياة أبدية فيعيش سعيداً. فلماذا يخاف الإنسان من الموت؟
عنوان الكتاب
أولف نيلسون
إبراهيم عبد الملك
أنا كلار تيد هولم


قصص الحيوان
الموت
الفلسفة*