مقطع تذكر القصة أنه في مدينة من المدن كان يعيش تاجر أمين، يعمل بجد وأمانة، وكان له صديق حميم لا يفارقه، وكان الاثنان يعيشان في صفاء وتآلف. وفي يوم من الأيام قرر التاجر أن يسافر للتجارة، وترك عند صديقه كيسا مليئا بالأموال، وذكر لصديقه أنه يطمئن عندما يكون الكيس عنده؛ لأنه كان يثق به. فقال صديقه له: اذهب، وأنا سأحفظ الأمانة حتى تعود، ولكنني سأحزن على فراقك مدة طويلة. سافر التاجر، ومرت الأيام والليالي، ووسوس الشيطان للصديق بأن صديقه تأخر ولن يعود، فأخذ المال وبنى منزلا فخما، واشترى الأثاث الفاخر، وأفرط بالأطعمة والحلويات الشهية، فنسى صديقه، ونسي واجب الصداقة والأمانة والإخلاص والوفاء. وبعد فترة عاد التاجر، وذهب إلى صديقه؛ فتظاهر الصديق بالفرح لعودته، وأعدّ له وليمة فخمة، وبعد الانتهاء تظاهر بالحزن، وقال له بأن الجرذان أكلت الأموال ولم يبق منها شيء، وأنه يشعر بالخجل لأنه لم يحفظ الأمانة، ولكن التاجر تظاهر بعدم الحزن، وقال بأن الله يعوضه. فرح الصديق الخائن في نفسه لأن الخدعة نجحت، فودّع صديقه وواعده باللقاء القريب، فخرج التاجر وهو يعلم بغدر وخيانة صديقه، وفكر بوسيلة يؤدب بها صديقه على خيانته. وفي الطريق واجه ابن صديقه الأصغر فأخذه معه وواعده بالهدايا، وعندما حل الصباح جاء الصديق الخائن إلى التاجر، وذكر أنه في مصيبة لأنه فقد ابنه منذ فترة طويلة، فرد التاجر بأنه شاهد صقرا ضخما قد حمل ابنه وطار به بعيدا. لطم الصديق الخائن وجهه وصاح: وهل يعقل أن يأخذ صقر الأطفال؟ فقال التاجر: وهل يعقل أن تأكل الفئران والجرذان الأموال وهي داخل الكيس؟ فعرف وأدرك الصديق الخائن أن هذا عقاب على فعلته وكذبه وخيانته، فاعتذر الصديق الخائن إلى التاجر وأرجع الأموال إليه، وندم على فعلته.
عنوان الكتاب
عبد الله ابن المقفع


ذخائر العرب (عن كليلة ودمنة)
الخيانة
الصداقة - قصص الأطفال