مقطع قصة تمزج بين أحداث حقيقية، وأخرى خيالية، فتذكر أنه في ليلة من ليالي الشتاء غط الكاتب الإنجليزي (دانييل ديفو) في سبات عميق ورأى في منامه أن أحداً يضع بطاقة تحت باب بيته، وعندما التقطها وجد مكتوباً عليها (ابن طفيل) وما اشتهر به من أسماء. سارع (ديفو) إلى فتح الباب وإذا بـ (حي بن يقظان) أمامه فرحب به ديفو، وأدخله بيته، فأخبره (بن يقظان) أن (روبنسون كروزو) و (جمعة) سيصلان بعد قليل و(آسال) صديق بن يقظان أيضا. وهنا التقى الأربعة لأول مرة، مؤلفان وشخصيتان من عالم ابتكرهما كل منهما، وعندما جلس الكل سأل (ابن طفيل) (ديفو) عما إذا كان قد قرأ قصته قبل أن يكتب قصته (روبنسون كروزو)، أم كان ذلك توارد خواطر في تشابه القصتين، فأجاب (ديفو) بأنه حاول تقليد القصة لا أكثر ولا أقل، وعندما سأل (ديفو) (ابن يقظان) عن سبب نجاح قصته (روبنسون كروزو) على الرغم من أن قصة (حي بن يقظان) أكثر عمقا في المعنى. فردّ عليه (ابن يقظان): إن الناس تفضل المغامرة على قول الحقيقة، فكثير من الناس يعيشون وحدهم وسط الناس وتتقطع صلاتهم بالآخرين. وفي النهاية سأل (ديفو) (ابن طفيل) عما إذا كان سيكتب بنفس أسلوبه هذا، فردّ عليه بأنه طبعاً سيكتبها كما هي لأنها تدور في مجال التفكير في الله تعالى وليست في أمور الدنيا كما هو حال (روبنسون كروزو)، وعلق (كروزو) بأن الكثير كتبوا في نفس مجال قصة (ديفو) دون أي تحديد، فعلّق (ابن طفيل) أنه لا مانع من تقليده، ولكنه لا يجب أن يتبع غيره في كتاباتهم.
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف
فريدة عويس


اللقاء الفريد بين علماء العرب وعلماء الغرب
الفلسفة
الفلاسفة
الفلسفة - تراجم
روبنسون كروزو
حي بن يقظان