مقطع تحكي هذه القصة أنّ الفيل يقول: رأسي كبير ويرتكز على عنق قصير، ويتردد أن ذاكرتي تختزن الإساءة فلا أصفح أو أنسى، وتدللون على ما ترددون بحوادث الأصل فيها أن واحدا منكم تسبب في إصابة فيل، وإذا به يعود بعد سنين ليهاجم الشخص نفسه وينتقم، ولكن ما قولكم في أشقائي أو أقربائي الذين هم في سيرك يتدربون؟ ألم يكن مدربوهم يقسون عليهم؟ وفي معاملتهم يشدون ويغلظون؟ فإن كانوا حقا للإساءة لا ينسون، ففي أول فرصة تواتيهم سيثأرون وينتقمون. ولكن هل يحدث هذا؟ وإن حدث فهو في حكم الخروج على المألوف. اعلموا أننا - معشر الفيلة - تتسم طباعنا بلطف ملحوظ واعتدال، فضلاً عن الذكاء؛ لذا سهل تدريبنا مقارنة بأمثالنا من الحيوانات، ولكن الفيل الأفريقي صعب المران، أما الفيل الهندي فيتميز بسرعة المران، فترونه في السيرك وحديقة الحيوان، كما أنه يعيش بيسر بين الإنسان الذي استفاد منه طويلاً في أعمال جسام. كحمل وجر أوزان ثقيلة، حيث تعادل قوته قوة بولدوزر، وفي صيد النمور الكبار وأسرها، هذا فضلا عن تدريبه وتزيينه لمشاركة جميلة وفاعلة في الاستعراضات. والفيل قوي، وتروى قصة أن الأرانب عندما سمعت صوته خافت واختبأت وبدأت تفكر في حل له، فاتحدوا وحفروا له حفراً وغطوها بالعشب وبينما هو يمشي وقع فيها، فرحت الأرانب. ويرد الفيل أنهم أقوياء، ولكن قوتهم يستخدمونها للدفاع لا للإيذاء، فأنتم البشر ترموننا رماحكم وترشقوننا بسهامكم بسبب أو بغير سبب، وهنا أقدم لكم نداء أن تكفلوا الحماية لنا جميعا في بيئتنا الطبيعية، كما تزعمون أننا نخاف الفئران، وهذا ادعاء، فنحن لا نخافها بل نحتقرها، وكيف لا نكتشف مكانها وحاسة الشم لدينا قوية، وحتى لو كان للفأر من شجاعة تمكنه من التسلل داخل أحدنا، فإن الفيل قادر بزفرة منه خفيفة أن يقذف به وبأمثاله إلى حيث لا يرجعون، ولكن الفأر البني بالذات وهو متوحش، يؤلمنا كثيرا، حيث يقرض أظافرنا. تعيش الفيلة تقريبا إلى الخمسين، أما الفيلة الهندية فتعمر حتى السبعين، والفيل يمكنه استبدال أسنانه مرات ست، حتى إذا بليت الأسنان تماماً في المرة السادسة، عجز بعد ذلك عن المضغ، ومن ثم تقترب نهايته، ويدركه الموت بعد وقت قصير.
عنوان الكتاب
صبري الدمرداش
عادل البطراوي


الحيوان يكتب مذكراته
الحيوانات
الفيلة