مقطع تروي لنا القصة صاحب البغلة التي يسميها (بغلولتي)، ويذكر لنا مغامراته معها، وكيف استطاع الفوز بجائزة هو والبغلة، وهي مكافأة جيدة لجودة تدريباته للبغلة. فهو يعيش في منطقة لها بعض الظواهر الريفية، فما زال أهاليها يستخدمون الحمير والأحصنة والبغال في التنقل وحمل الأشياء الثقيلة. ومع ذلك فإن البلدية ركّبت إشارات المرور في أهم الشوارع والطرقات. وتبدأ حكاية صاحب البغلة بعدما أحيل للتقاعد واشترى بغلة صغيرة، وبدأ معها برنامجاً تدريبياً مكثفاً، وهو تعليم البغلة وتحفيظها إشارات المرور. فقد خطر في باله السيرك والكيفية التي يتم فيها تعليم الحيوانات بعض الحركات، مثلما فعل أيضا العالم بافلوف الحاصل على جائزة نوبل عام 1904 العديد من الأبحاث من خلال الاستجابة والتعامل مع المثيرات ليزداد إفراز اللعاب، كما أن حمار جاره يحفظ الطريق ويستطيع الذهاب والعودة بمفرده بعد أن مشاها لعدة مرات مع صاحبه. فلذلك من السهل تعليم البغلة قواعد إشارات المرور. وبدأ العمل بذلك، فأحضر معلباً صغيراً أوصل بها إضاءةً ملونة كإشارة المرور، ووضعها في مزرعته ليدرب بغلولة، كما وضع قبعة قماشية على عيني بغلولة حتى يقلل من تشتت نظره لجانبي الطريق، ومع مكافأته بالطبطبة والطعام المفضل لديه. وبالرغم من سخرية زوجته وأصحابه إلا أنه قام بالعمل واستمر به وبذل مجهوداً كبيراً في تدريب البغلة، وكلما أدت عملاً جيداً زاد في مكافأتها ليثبت لديها السلوك الصحيح. وبعد مدة من التدريب، أصبحت بغلولة تلتزم بتعاليم إشارة المرور، وحدد يوما للخروج للشارع وتطبيق ما تعلمته بالميدان. لكن للأسف اختار وقتا غير مناسب، فكان الشارع مزدحماً، وتشتت انتباه بغلولة، فلم تستطع التركيز، مما اضطر صاحبها لسحبها بعيداً عن الشارع. لم يستسلم لفشل التجربة الأولى وكرر التجربة وزاد نزوله للشارع، وزادت ساعات التدريب، واختار وقتاً أقل ازدحاماً، ومع توالي الأيام نجح في تدريبه مع بغلولته، واستطاعت التعرف على ألوان إشارة المرور في الشارع. فرح له البعض وباركوا له، أما البعض الآخر رجحوا النجاح لعنصر المفاجأة. نجحت بغلولة في امتحان البلدية، وكررها ثلاث مرات وأمام التصفيق والمديح وعزف الموسيقى، طلب مدير البلدية إخبار الجمهور بطرائف حصلت مع بغلولة. فأمسك الميكرفون وبدأ بذكر عدة مواقف مضحكة وطريفة حصلت أثناء التدريب، ففي أحد الأيام وعند التدريب تعطلت إشارة المرور على اللون الأحمر، مما اضطر أحد رجال شرطة المرور تسيير المركبات، وعندما حان دورنا لم تتحرك البغلة التزاماً منها باللون الأحمر، مما اضطررنا لسحب بغلولة بالحبل بعيداً عن الشارع. وفي موقف آخر أوقف رجال الشرطة السير ولذلك لمرور أحد رجال الدولة، ولكنهم نسوا تعطيل الإشارة، وعند إضاءة الإشارة باللون الأخضر. سارت بغلولة غير عابئة برجال الشرطة، حاولوا إيقافها ولكن دون جدوى، وهذا ما أضحك الجميع من حوله، وفي موقف طريف آخر في كيفية قيام بغلولة بالإنكار والصياح على سائق أرعن كاد أن يصطدم بسيارة بسبب سرعته، فبدأت بغلولة بالصياح والقفز وكأنها تعترض على تصرف السائق. صفق الحضور بعد سماع المواقف الطريفة، وأهدى مدير البلدية مكافأة للرجل، وعاد لمنزله فرحاً وسعيداً.
عنوان الكتاب
سليمان الشيخ
فادي عادله


واقعي
الحيوانات
تدريب الحيوانات