مقطع قصة خيالية بديعة ، تسحر العقول ، وتأخذ الألباب ، بها مواقف عجيبة ، وطرائف غريبة ، حيث تدور أحداثها حول شاب كلما عمل عملا أخفق في القيام به ، فسأل أمه عن عمل أبيه ، لكنها كانت تتهرب منه كل مرة يسأل فيها ؛ خوفا عليه من مصيره . وبينما كان يعبث في الغرفة وجد متاع أبيه وأدواته ، فعلم أنه كان حطابا ، فقرر العمل بمهنة أبيه ، وانطلق للغابة يقطع الأشجار . وذات مرة أراد أن يقطع شجرة عظيمة ، فطلبت إليه ألا يقطعها مقابل تحقيق كل مطالبه وأمانيه ، فوافق على ذلك ، حتى أصبح غنيا ، وذاع صيته في كل مكان ، ووصلت أخباره مسامع ابن السلطان الذي كان يحب ابنة ملك مطلع الشمس ويريد الزواج منها ، لكنه لا يستطيع الوصول إليها ؛ فطلب منه الوزير أن يأتي بابن الحطاب ، لتحقيق أمنيته. حضر ابن الحطاب إلى القصر ، وطلب منه ابن السلطان ما أراد ، فوعده بتحقيق ما يتمناه ، وحكى للشجرة ما دار بينهما ، فأمرته أن يطلب منهم صنع سفينة مزينة باللؤلؤ ،فحققوا له ما أراد ، وأبحروا بها إلى بلاد الله الواسعة يبحثون عن ابنة ملك مطلع الشمس. وفي الليل نام الجميع على ظهر السفينة وحطَّ على سارية السفينة ثلاثة غربان، أحس ابن الحطاب بحفيف أجنحتها فأصاخ السمع إليها ، فقال الغراب الأول: إن ابن ملك الملوك خرج للبحث عن محبوبته ، وإذا لم يحذر، فإن زوجة أبيه ستعطيه ملابس ملوكية مسمومة ، إذا لبسها سيموت ، والذي يفشي الخبر سيتحول إلى حصاة. قال الغراب الثاني: وإذا لم يحدث له شيء ، ستهديه فرسا مسحورة ، إذا ركبها سوف يسقط ويموت. وقال الغراب الثالث: وإذا لم ينفع شيء، سوف تدس في فراشه ثعبانا يلدغه فيموت، والذي يفشي الأخبار سوف يتحول إلى حصاة. وعندما تعبوا من رحلتهم الطويلة ، وصلوا إلى ميناء مدينة جديدة ، ولم يروا فيه أحدا، فسألوا بعض الحمالين عن سبب اختفاء الناس فقالوا : اليوم، يوم نزهة الأميرة ، بنت ملك مطلع الشمس ، ولا أحد يجرؤ على الخروج خوفا على الأميرة من عيون العامة، فمن يراها يجن بجمالها. وفي ذلك اليوم صادف مرور موكب الأميرة بالقرب من الميناء، وعندما رأت السفينة، وقفت مبهورة من روعتها ، فدعاها ابن الحطاب للدخول إلى السفينة ، وفي لحظة صعودها ، أمر ابن السلطان أن تقطع حبال السفينة ــ والأميرة تصرخ خوفا ــ ولكنها اطمأنت بعد أن قص ابن السلطان قصته عليها؛ فزال عنها الخوف ، وعادت إليها السكينة. وبدأت رحلة عودة السفينة إلى قصر السلطان ، وأقيمت الأفراح ؛ فقدمت له زوجة أبيه هدية ( صرة مليئة بالملابس الملكية ) ، فأخذها ابن الحطاب ورماها في البحر، وعندما لم تر أي نتيجة قدمت فرسا؛ فتربص ابن الحطاب للفرس ، وأطلق عليها إبرا مسمومة ؛ فماتت، وبعد سبعة أيام ، أعلن زواج ابن السلطان . وبينما الناس مشغولون بالفرح، تسلل ابن الحطاب إلى غرفة ابن السلطان واختفى تحت السرير، وقبل أن ينام العريس ، تسلل ثعبان ليلدغ ابن السلطان ؛ فانقض عليه ابن الحطاب بسيفه وقتله. تنبّه ابن السلطان للضجيج ؛ فنهض وأشعل الشموع ؛ فشاهد ابن الحطاب والسيف والدماء ، وطلب إليه أن يوضح له الأمر، وعندما قصها عليه ؛ تحول ابن الحطاب إلى حصاة، فأخذوها ووضعوها تحت الوسادة . مرت الأيام وأنجبت الملكة صبيين ، وفي ليلة من الليالي سمعت الملكة صوتا خافتا يقول لها: اذبحي أولادك ، واتركي دمهم يسيل على الحصاة ليرجع ابن الحطاب إلى طبيعته. وعندما طلع الفجر ذبحت أولادها وتركت دمهم يسيل على الحصاة ؛ فرجع ابن الحطاب إلى الحياة فمات أولادها ؛ فأسرع ابن الحطاب إلى الشجرة، وطلب منها أن تعيد الأولاد إلى الحياة ، فعادوا إلى الحياة وعاشوا جميعا سعداء.
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
نادر موسى


كان يا ما كان – حكايات شعبية
مساعدة الاخرين - قصص الأطفال
العمل - قصص الأطفال