مقطع هي قصة مربع ليس بالمعنى الهندسي إنما شخصية؛ فمربع شخصية لها أحلامها وطموحاتها التي يسعى لتحقيقها بالرغم من وجود الزوايا الأربع، وبالمثابرة والاجتهاد يتحول المربع إلى أشياء موجودة ومتعددة في حياتنا، ولكثرة تشجيع أمه له وإعطائه الأمل الكبير في كل حين. كان المربع حزينا لأنه سجين زواياه الأربع، ومقيد بها، ولكنه بقي يتأمل نفسه ليفك قيوده فانتبه إلى زواياه القريبة من بعضها ثم جعلها تلتقي ببعضها وأصبحت بابا، جرب المربع زاوية أخرى فأصبح نافذة، ثم تأمل نفسه لكنه لم يقتنع أيضا؛ لأن الباب والنافذة مغلقان، ولا زال يفكر ويستكشف، وبكل أمل وطاقة إيجابية انطلق وربط كل زاوية بأخرى، فرأى بأنه يتشكل ويتحول ويخطو خطوة إيجابية؛ ففي إحدى المرات أصبح قطعة جبن، ومرة مخروطا، وأخرى، طائرة ورقية تحلق مع الرياح، وطالما هو يشكل نفسه كانت والدته تراقب تطوراته مستمعة، حيث سألته: هل أنت مستمع؟ ابتسم وقال: لا زلت أشعر أنني مقيد. انطلق مربع مرة أخرى يستكشف زواياه البعيدة، فأصبح طائرا، ومن ثم تحول إلى مظلة، وبعد ذلك إلى خيمة تؤوي المشردين، وأيضا نافورة ماء تسقي العطشانين، وشعلة نار تدفئ البردانين، والكثير من الأشكال والأشياء التي تدل على كثرة السعادة والأمل في قلب هذا المربع. وأخيرا في بضع حركات وأمام دهشة أمه صار المربع طائرا أفرد جناحيه، ثم حلق بسعادة كبيرة مودعا أمه.
عنوان الكتاب
علي عاشور الجعفر
رهف شيخاني


الخيال
القصص الخيالية
التأمل
تنمية الابداع*
النشاطات الابداعية**