مقطع يتناول الكاتب إحدى القصص الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة؛ فيذكر أنه كان هناك شخص يدعى (عبد العزيز) وله صديقان حميمان هما (عمر) و(مهند) وهم على علاقة طيبة؛ فكانوا يذهبون سوية إلى المدرسة، وبعد عودتهم يجتمعون بعد صلاة العصر في باحة المسجد باعتبارهم يقطنون في نفس الحي. وبعد انتهاء العام الدراسي انتقل عبد العزيز مع أهله إلى حي آخر، الأمر الذي أفقد الصديقان صحبته، ولما اشتاق الصديقان لرؤية عبد العزيز قررا زيارته باعتبار أن عبد العزيز قد وصف موقع منزله الجديد الذي كان بجوار الجامع الكبير لمهند. تذكر مهند قول عبد العزيز، خصوصا وأنه قد أدى صلاة الجمعة مع أبيه في ذلك الجامع؛ فاتفق مع عمر أن يزوراه عصر الغد قبيل صلاة العصر، ولقد أحضرا معهما الأشرطة والقصص المفيدة كنوع من الإهداء لعبد العزيز. صلى الاثنان في الجامع الكبير، وهم في شوق لرؤية صديقهما عبد العزيز لعلهما يرونه إلا أنهما لم يجدانه حتى سألا إمام المسجد لإرشادهما عنه، وبالفعل رافق الإمام الصديقان نحو منزل عبد العزيز ودلاّهما، وبعد أن طرقوا باب منزل عبد العزيز استقبلهم بكل حرارة، وسألهم عن سكان الحي والأصدقاء، وقال عبد العزيز للإمام: بعدما ألح عليه بالدخول إن عمراً ومهنداً أعز أصدقائه، أجاب الإمام: بارك الله فيكم. واستطرد الإمام القول بأن هذا الموقف قد ذكّره بحكاية الرجل الذي زار أخاً له في الله، وهو يسكن في قرية بعيدة، وفي الطريق صادفه شخص وسلم عليه، وقال له: إلى أين تريد؟ قال الرجل: زيارة فلان. قال الشخص: أهو قريب؟ قال الرجل: لا. قال الشخص: ألك مصلحه؟ قال الرجل: لا. فإذن لم تأتيه؟ قال الرجل: لا لشيء لكني أحبه في الله. فقال الشخص للرجل: اعلم أني رسول الله، وبأن الله تعالى قد أحبك كما أحببت فيه. قال عمر: إذن فهذا الرجل ملك أرسله الله على صورة رجل. قال الإمام: نعم. ثم دعا لهم الإمام بالخير، وقد صادف حينها موعد صلاة المغرب، وبعد الانتهاء منها ودّع الاثنان الإمام وعبد العزيز على أمل اللقاء قريبا.
عنوان الكتاب
سمير بن عدنان الماضي


قصص من الحديث النبوي
القصص الدينية
قصص الأطفال