مقطع تدور أحداث هذه القصة حول أهمية الأمانة، فسليم هو رجل صالح صاحب دكان، يبيع للناس بكل صدق وأمان، وكان الجميع يثقون به، حتى أنه كان يعطي من ليس لديه مال دون أن يسجل اسمه، والجميع لم يعد يستغني عنه. فأراد الله تعالى أن يختبره، فوسوس الشيطان في صدر سليم وعقله، وأقنعه بأن يترك قطة صغيرة تحت الميزان لتكون لصالحه، وإذا أحد رآها يقول إنها من دون قصد ولا يعلم عنها، وقال له أيضاً أنه يمكن أن يقول عن بضاعة الصنف الثاني أنها من الأول، ويربح الفرق واحتفظ سليم بالسر لنفسه. ولم يعلم أحد به، حتى أنه لم يعد يذهب للمسجد للصلاة؛ لأنه يريد البيع، وزاد وسوسة الشيطان لسليم حتى ازدادت قلبه قسوة وزاد غشه، فانتشرت سمعة سليم السيئة؛ لأنه لم يعد أحد يراه في المسجد، وانقطع الناس عن الشراء منه، وفرغت دكانه. فتوالت الخسائر عليه من كساد بضاعته فندم وحزن على كل شيء فعله فهو فوق خسارته خسر سمعته بين الناس. وعندما بدأ الشيطان يوسوس له عرف أنه الشيطان الذي نهانا عنه الله تعالى فلم يعد يسمع لكلامه، وجلس يبكي ويستغفر الله تعالى، وبدأ يرجع للجلوس في المسجد، وصار الناس يرونه في المسجد، وكان يجلس بعد الصلاة ليستغفر ويتوب لله تعالى فنظروا إليه، وعطفوا عليه وقالوا له: لا عليك، أسمعت حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - (من غشنا فليس منا).
عنوان الكتاب
أسامة الدعاس


حكايا طارق
القصص الدينية
قصص الأطفال