مقطع عم برد الشتاء المدينة بأكملها ، وكانت حجرة جحا واسعة؛ لذلك كانت أبرد مكان في البيت . كان جحا مستغرقاً في النوم ، وأخذ يتقلب ، إلا أن يده أيقظته من برودتها؛ فقبض عليها بيده الأخرى، ثم قام فزعاً وهو يصرخ: قبضت على لص! قبضت على لص ! أسرع الجيران إليه ؛ يغيثونه، فلم يجدوا سوى جحا وهو يقبض بيده اليمنى على يده اليسرى! ضحك الجيران وقالوا له : أنت أحمق! ، واقترحوا عليه أن يذهب إلى الطبيب، ليعالج نفسه، لكنه رفض؛ لأنه لا يملك ثمن الكشف والمال الكافي، أما ما بقي معه من مال ، فهو يريد أن يشتري به حماراً، بدل الذي مات قبل أسبوع. خرج جحا في اليوم التالي ، وجلس في الشمس ، فرآه الجار فسأله فيما يفكر، فقال له جحا : أفكر في شراء حمار. فقال له الجار: قل إن شاء الله . فرد جحا : لماذا أقول ذلك ؟! أما الحمار ففي السوق، والمال في جيبي . ذهب جحا إلى السوق، ورأى حماراً نحيلا بائسا، فقرر أن يشتريه. رآه اللصوص ، فقروا سرقته، وقاموا بحيلة سرقوا بها أمواله . صرخ جحا: لصوص! فجاء الشرطي إلى جحا، وأعاد له نقوده . وبالرغم من فشل اللصوص في سرقة أمواله إلا أنهم سرقوا حماره . رجع جحا إلى بيته بخيبة الأمل معه، ورآه الجار فسأله: أين الحمار؟ فقال جحا : ضاع إن شاء الله . قال الجار إن أمرك عجيب يا جحا ! عندما ذهبت لتشتريه ، لم تذكر الله ، ولكن عندما ضاع منك ذكرته! ندم جحا على سوء أدبه، وعلم أن الله عاقبه.
عنوان الكتاب
أحمد شفيق بهجت
مصطفى حسين


جحا
جحا الحكيم
قصص الأطفال