مقطع تدور أحداث هذه القصة حول القيم السلبية والتحذير منها، ففي ذات يوم خرج أحد الأمراء للصيد في الغابة، وكان ماهراً في الصيد، وقد اصطحب معه كل ما يلزم الصيد. وفي الطريق رأى الأمير ذئباً يقف على رأس تلة صغيرة، فرماه بسهم فأصابه وجرحه، ولكن الذئب استطاع الهرب والاختفاء. في هذه الأثناء مر ناسك في الغابة ورأى الذئب الجريح، فأشفق عليه، وأخبره بأنه سوف يساعده على الهرب، وبينما كان الناسك ينزع السهم من ظهره، سمع ضجة فخبأ الذئب في حقيبة، ووضعها على ظهر حماره، وسار به بعيداً عن الغابة. وبعد ما يئس الأمير من العثور على الذئب عاد إلى قصره، وحين عم الهدوء الغابة أخرج الناسك الذئب من الحقيبة، وما إن خرج الذئب من الحقيبة أخبر الناسك بأنه جائع، وأنه سوف يأكله. فقال له الناسك: (تمهل سأمح لك بأكلي، ولكن بعد أن نسأل ثلاث حكماء ليقرروا إذا لك الحق في أكلي فانا أنقذت حياتك.) وفي الطريق التقيا بفلاح وأخبروه القصة، فأجاب: (أن عرفان الجميل لم يعد موجوداً؛ فأنا زرعت شجرة وأكلت من ثمارها وبعت أيضاً من ثمارها وأصبحت غنياً منها، وحين علمت بأنها لم تنفعني اليوم، قمت بقطعها وحرقها في سبيل مصلحتي، فلماذا لا يأكلك الذئب بعدما فعلته من أجله؟) فصاح الذئب مسروراً سآكلك، ولكن أخبره الناسك بأنه لا بد من سماع رأيين آخرين. فرأوا مزارعاً يجر بقرة متعبة ومنهكة وقصوا عليه القصة فقال: (للذئب كامل الحق في أكلك، لأنك أصبحت عديم النفع بالنسبة له.) ففقد الناسك الأمل في إيجاد من ينقذه، وصادف شيخاً مسناً وقصوا القصة عليه، وقال: (بأن الذئب جائع، فيجب أن يأكلك لئلا يموت من الجوع، وسُرَّ الذئب، وأضاف: (إن الناسك أساء معاملتي ووضعني في حقيبة، وكتفني، وإنني كدتُ أختنق وأموت.) فقال له الشيخ: (لا بد أن أرى الوضع المؤذي لأتأكد من حكمي) فأسرع الناسك، وقيّد الذئب ووضعه في الحقيبة، عندئذ تناول الشيخ سكيناً حادة وطعن بها الذئب، وهو في الحقيبة، فقتله، ووضع بذلك حداً لخبثه وسر الناسك بهذا الحكم العادل.
عنوان الكتاب
أحمد محمود إبراهيم


حدث في قديم الزمان
قصص الأطفال