مقطع أحداث هذه القصة تدور حول طموح الطفل، فمنذ وفاة والد حسان المهندس حيث كان في الخامسة من عمره، اتجهت نحوه الأنظار، وصار جده يقول لجدته: (كم أتمنى أن يكون حسان مثل والده مهندس.) حيث كانت والدة حسان تفكر كثيراً بميول حسان ومستقبله، فكانت تطمح أيضاً بأن يكون مهندساً. حين جاء العيد حسان قد بلغ السابعة فاصطحبه جده إلى محل الألعاب، وترك له حرية الاختيار حتى اختار علبة كبيرة فيها مكعبات خشبية من مختلف الأحجام والأشكال الهندسية؛ يعمر منها بيوت وعمارات على ذوقه كما يريد ويشتهي، فشعر كل من الأم والحد والجدة بالسرور والفرح. إلا أن حسان لم يضيع الوقت بل بادر إلى فرد محتويات العلبة، وأخذ يبدع ويبني العديد من البيوت من خلال تركيب القطع الخشبية، وفي كل مرة يشتري نفس ألعاب المركبات الخشبية، وكان بعضها من البلاستيك الملون مما أعطى البنايات أو البيوت رونقاً وجمالاً. وهذا كله حرم حسان من التنزه في الحديقة أو الخروج مع جده إلى الحقل في أوقات الصحو والشمس، وكان فصل الشتاء ذلك العام قارص البرد غزير الأمطار حيث كانت الحيطان في الكروم من شدة الأمطار بعضها متهدم قليلاً. فقرر الجد أن يرممها حتى لا يزداد التصدع، حيث تطوع حسان لمساعدة جده حيث لحق بجده وأحضر عدة البناء التي يحتفظ بها جده لحين الطلب. وكانت له القدرة على العمل المتواصل، وكان جيرانهم في الكروم المجاورة مثلهم يرمون الحيطان المتصدعة، ولكن حسان وجده هم أول من أنهوا العمل بسرعة، وقدم حسان يد المعونة والمساعدة للجيران ورفض أخذ أجر لأتعابه، بل طلب من الجار مساعدة جده في تقليم الأشجار ورفع العرائش عن التراب حيث يتبادل الجيران الخدمات بمحبة وبدون أجر. أقبل الصيف حيث بدا أولاد القرية يستعدون للمخيم، وسارت الحياة اليومية حسب البرنامج المليء بالمفاجآت، عُين موعد لتوزيع الجوائز على المتفوقين، حيث تم تكريمه، وإعطاءه كأس تحفيزاً وتشجيعاً لجهوده المبذولة بإضفاء لمسات فنية وتقنية أعجبت الجميع بالنسبة للمخيم فقد كان حسان شغوفا محبا لمهنة الهندسة العمارة والبناء. وكان حسان يذهب ليتجول في أرجاء المكتبة ليقرأ ويتفق حيث ثبت فوق سريره رفاً امتلأ بكتب الهندسة والعمارة والفنون ومضت الأيام والسنين حتى نجح حسان في أن يحقق حلم وطموح الجد والجدة والأم بأن يكون مهندساً كوالده.
عنوان الكتاب
ادفيكك جريديني يثبوب


قصص الأطفال