مقطع تدور أحداث هذه القصة حول الأمير واللصوص، حيث جلست الجدة تحكي لأحفادها قصة، فقال قاسم: أتمنى أن أسمع قصة تحكي عن تقدير موهبة الإنسان. فقالت الجدة: سأحكي لكم قصة الأمير واللصوص، ففرح الأحفاد كثيراً. بدأت الجدة تحكي قالت: كان هناك ملك لديه ولد اسمه سليمان، اهتم بتعليمه، وأحضر الحكيم عرفان أفضل حكماء الدولة؛ ليعلمه الحكمة والفن وآداب اللغة وأركان الدين. وأحضر أمهر فرسانه ليعلمه ركوب الخيل. جلس حكيم الدولة في بستان القصر معه سليمان فقال: سوف تكون وليا للعهد، وعليك أن ترضي ربك، وعليك بالعمل وحسن التفكير والتدبير، فقال سليمان: ستراني مشغولاً بالعلم وبالتفكير، وأدرك أن الله لم يخلق شيئاً عبثاً. أشعر أني لا يكفيني أن أتأمل البحر والنهر، بل يمكنني أن أنقل ما تشهده عيناي في لوحات. فبدأ سليمان برسم ما شاء من اللوحات، وتعلم كذلك ركوب الخيل، واللعب بالسيف. وذات صباح مشرق ركب سليمان حصانه، ومعه أدوات الرسم، وانطلق للصيد، وظل يطارد صيده حتى ابتعد عن قصر أبيه، وحينما تعب استند على الشجرة، وأخذ يفكر كيف يعود. وفجأة ظهر ثلاثة من الرجال، ففرح سليمان بأنه وجد بشراً، قرر أن يسألهم كيف يعود إلى قصر أبيه، وحين اقتربوا منه رآهم على هيئة غريبة. صاح الأول بعنف: (من أنت ومن أين أتيت؟) قال سليمان: (أنا جئت من مدينة بعيدة.) قال الثاني: (لا شأن لنا بهذا، اخرجْ ما معك من مال.) قال سليمان: (أنتم إذاً...!) قالوا: (لصوص.. قطاع طرق.. ما رأيك؟!) قال الثالث: (نراك قويا ما رأيك أن تبقى معنا؟ تعمل معنا في السرقة) قال سليمان: (ولكني لم أسرق شيئاً في عمري). قال الثاني: (نعلمك لا تخف) فقال سلمان: (يمكنني أن افعل لكم أشياء تنفعكم أصيد لكم الحيوانات، وأجمع الأخشاب، وأحضر لكم الماء) قالوا: (حسناً) وهنا التفت اللص الثالث فوجد حصان سليمان ورأى أوراق الرسم البيضاء والأقلام فقال: (ما هذا؟) فقال سليمان: (أوراق أرسم فيها أشياء كثيرة) فقال الثاني: (هل تعرف أن ترسمني؟) ولكن فجأة قال اللص الأول: (ماذا يمكننا أن ينفعنا رسمك أو لوحاتك؟) فسرح سليمان وقال: (يمكن أن تأتي بمزيد من المال، إنني أعرف ملكاً في أحد البلدان يزين باللوحات قصره، ويدفع مالاً كثيراً لو أعجبته اللوحة.) قال الثاني: (كم يدفع يا هذا؟) قال سليمان: (لا أدري لكن أرسم لوحة ونقدمها للملك) قال الثالث: (هل سبق لك أن قدمت إليه لوحات من قبل؟) قال سليمان: (لا ولكن أعرف أن هناك بالقصر حكيم يدعى عرفان ينظر في اللوحة، ويثمنها ويعرضها على الملك) اجتهد سليمان في رسم اللوحة، ومرت الأيام على ذلك. ونشر الملك الحراس هنا وهناك للبحث عن الأمير، وحزن الملك وأم سليمان وجميع الناس على غياب سليمان، وأُعلن عن جائزة كبرى لمن يدل على مكانه، وبعد ثلاثة أيام رسم سليمان اللوحة مثل إحدى اللوحات الموجودة في القصر، ووقع عليها باسمه، حتى اقتربوا من القصر أشار إليه حمل اثنان منهم اللوحة، أما الثالث فانه بقي مع سليمان بعيداً، وطلب اللصان أن يلقيا عرفان وحين رآها ورأى التوقيع أدرك الأمر. قال: (من صاحب هذا الرسم؟) قالا: (رجل وجدناه في الصحراء، اسمه سليمان) فقال: سأدفع ألفي دينار، ولكن لدي شرط قالا: (أمرك ما الشرط؟) قال حكيم الدولة: (تجيئون بالرسام لكي آخذ رأيه أين نعلق اللوحة) فقالا: (سنجيئ به حالاً) وأسرعا ليحضرا الأمير، وكان الحكيم أدرك أن سليمان بعث إليه برسالة، فدخل إلى الملك ليبشره وحتى جاء سليمان ومعه الأشرار فقبض عليهم، وهكذا نجح سليمان بتفكيره شكر سليمان حكيم الدولة وقال: (تعليمك لي ورعايتك وتربيتك جعلتني أنقذ نفسي بالتفكير والحيلة.) قال حكيم الدولة: (موهبتك أيضاً) وأُعلن في المملكة الأفراح، وكان الناس يغنون، ويفرحون ويمرحون. وهنا انتهت الجدة من قصتها وقالت: (غداً موعدنا لحكايات الأجداًد وقصة مفيدة وفكرة جديدة.)
عنوان الكتاب
أحمد سويلم
مصطفى حسين


يحكى أن
الذكاء*
الشجاعة - قصص الأطفال