مقطع كان يعيش نبي الله ذو النون "يونس" عليه السلام في نينوى ببلاد العراق واستمر في دعوته طويلا فلم يزدادوا إلا كفرا وضلالاً ورغم أنهم بلغوا مائة ألف شخص لم يؤمن به أحد فشعر باليأس من هدايتهم فغضب وقرر الرحيل رغم أن الأمر الإلهي لم يصدر برحيله فرحل بمركب مع جمع من الناس وأثناء الرحلة عصفت الرياح وثار البحر وتعرض الجميع للغرق فطلب الربان من الجميع رمي أحمالهم في البحر وفعلوا ولم يبق سوى الرجال ومازالت حملة المركب ثقيلة فنادى الربان بأن يجروا قرعة ومن تقع عليه يرمي بنفسه في البحر لينجو الآخرون وفي كل مرة تقع القرعة على يونس عليه السلام إلى أن انتهى الأمر بأن رمى بنفسه في البحر مصارعا الأمواج إلى أن ظهر حوت عملاق وابتلعه داخل جوفه في لحظات فوجد يونس نفسه محاطا بثلاث ظلمات، ظلمة جوف الحوت وظلمة المياه في الأعماق وظلمة الليل من حوله وحينها أدرك أنه ظلم نفسه باليأس في هداية قومه وتاب إلى الله مناديا: لا إله إلا الله سبحانه إني كنت من الظالمين. وكان الله قد أوحى إلى الحوت أن يحافظ عليه ولا يهضمه واستجاب الله لدعائه وأوحى إلى الحوت فقذف به إلى الشاطئ وحيدا وقد أصيب بالجروح من أثر أحماض بطن الحوت فأنبت الله شجرة اليقطين – القرع – ليستظل بأوراقها العريضة من الشمس حتى تشفى جروحه وأيضا ليتغذى على ثمارها، فشفي تماما وعاد لقومه واستقبلوه بحفاوة وكانوا قد ندموا على إعراضهم عنه وكفرهم برسالته فتابوا وآمنوا فصلح حالهم.
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود
عبد الشافي سيد


قصص المعجزات
نبي الله يونس
الأنبياء والرسل
القصص الدينية
قصص القرآن
المعجزات