مقطع في يوم من أفضل أيام العرب، في حفل زفاف عبد الله بن عبد المطلب على أفضل وأشرف نساء قريش آمنه بنت وهب، وكانت قريش تحب عبد المطلب؛ وذلك لأخلاقه وطيب نفسه، وأراد الله أن يجعل حفيداً لعبد المطلب من ولده عبد الله، والذي سيملأ الأرض نوراً. كان في الحبشة ملك يدعى أبرهة، قد بنى كنسية وأراد أن يصرف الناس إليها، فلم يستجب لدعوته إلا القليل، فأراد أن يهدم الكعبة إلا أن عبد المطلب اعتصم قرب البيت اعتصام المطمئن الواثق بالله بعد أن أضاع إبله، وقال: أما الإبل فهي لي، وأما البيت فله رب يحميه. عندها أرسل الله على أبرهة وجنوده طيراً أبابيل قتلتهم جميعاً. وبعد هذه الحادثة صارت مكة موقع تقديس وتعظيم أكثر من ذي قبل. وفي هذا العام جاءت الفرحة بميلاد الحبيب محمد بن عبد الله، الذي مات أبوه عبد الله أثناء حمل آمنه في محمد - صلى الله عليه وسلم-، ويذكر أنه في بلاد فارس كانت هناك نار لا تطفأ، ولكنها أخمدت بميلاد الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - وهزت عروش الملوك. أما في مكة فقد انقلبت الأصنام في الكعبة الشريفة على وجهها. عاش محمد مع جده عبد المطلب؛ لأنه امتداد لابنه عبد الله، فأحضر له المرضعات، وكانت مرضعته السيدة حليمة، التي أخذته إلى بادية بني سعد، حيث الطبيعة الجميلة والتأمل في ملكوت الله. وبعد عام من الرضاعة عاد سيدنا محمد إلى أحضان أمه، ووجد لدى حليمة الحب والخوف عليه، ولذا أعاده إليها مرة أخرى، وكان له أخوه من الرضاعة، هم عبد الله وأنيسة والشيماء. وعاد محمد إلى آمنه مرة أخرى وفي ذلك كان عمره ست سنوات، فعاش في أحضان جده عبد المطلب بالرعاية والحنان، وعندما ذهب مع جده عبد المطلب على سيف بن ذي يزن فاتح اليمن أخبر جده أن هذا الصغير سيصبح له شأن عظيم، وأنه سيكون آخر الأنبياء
عنوان الكتاب
أمل طنانه
سعيد عبد الساتر


السيرة النبوية الشريفة
قصص القرآن
الأنبياء والرسل
نبي الله محمد
السيرة النبوية
القصص الدينية