مقطع أرادت قريش منع محمد - صلى الله عليه وسلم- من دعوته إلى عبادة الله الواحد، واتبعت سبلاً كثيرة لمنع هذه الدعوة، ووقف عمه أبو طالب، وهو من أبرز سادات قريش، بجانب الرسول - صلى الله عليه وسلم-. عندها أرادت قريش أن تختبر صدق النبي، فأتاه بعض شيوخها، وقالوا له: نحن نسألك أمرا، إن أنت أجبتنا إليه وأريتنها علمنا أنك نبي ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وما تسألون؟ قالوا: تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك. فتوجه إلى الله - تعالى - فانقلعت الشجرة وسط دهشة القوم، وأقبلت حتى وقفت بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم- ولكنهم أصروا على كفرهم، وبدأت حملة التعذيب، فكانوا يلقون بالأوساخ والتراب في طريق النبي - صلى الله عليه وسلم-، وكان أبو لهب وزوجته يتقدمون القوم في أعمالهم تلك. وفي يوم من الأيام أقبل نحو النبي صلى الله عليه وسلم رجلان مشركان، ومعهما جماعة من أهل قريش، وراحوا يسخرون من النبي - صلى الله عليه وسلم - وتصدى لهم حمزة عم النبي - صلى الله عليه وسلم- فأضاف حمزة إلى الدين قوة وعزة مما جعل الكثير ممن أخفوا إسلامهم يعلنونه على الملأ. وازداد إيذاء المشركين للمسلمين، فنصحهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إلى الحبشة، فهاجر خمسة وعشرين رجلا وامرأة، وعاشوا دينهم في حرية وأمن ولكنهم عادوا إلى مكة فيما بعد. ازداد خوف المشركين من الدين الجديد فحاصروا بني هاشم، ومنعوا التعامل معهم لمدة ثلاث سنوات انتهت بتدخل إلهي حين سلّط الله - سبحانه وتعالى - حشرة صغيرة على صحيفة المقاطعة فأكلتها حتى لم يبق منها إلا اسم الله. ومن الذين وقفوا بجانب النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة رضي الله عنها. وبعد عشر سنوات من البعثة مات عم النبي أبو طالب، وبعده بعدة أشهر توفيت خديجة، وازداد أذى الكفار للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيلمح دموع صغرى بناته "فاطمة" فيقول لها: لا تبكي يا بنية، فإن الله مانع أباك وناصره على أعداء دينه ورسالته.
عنوان الكتاب
أمل طنانه
سعيد عبد الساتر


السيرة النبوية الشريفة
قصص القرآن
الأنبياء والرسل
نبي الله محمد
السيرة النبوية
القصص الدينية