مقطع كان هناك ملك يهودي قاس، خلا قلبه من الإيمان والرحمة ، وفي يوم من الأيام أتى إليه فارس، يخبره بنبأ انتشار الدين الجديد ـ وهو دين عيسى المسيح ـ في نجران؛ فغضب الملك غضباً شديداً، فسأله الملك: كيف تسلل هذا الدين إلى نجران؟! ومن المسؤول عنه؟! قال الفارس : تسلل هذا الدين عن طريق غلام مؤمن، وجده سادته الوثنيون لا يصلي للنخلة التي يعبدونها، فسألوه: لمن تصلي إذن؟! قال: أصلي لله ، خالق النخل ، وخالق كل شيء. قال الوثنيون : لكن هذه النخلة تنفعنا ، وتمنع عنا السوء. ضحك الصبي ساخراً وقال: لا تصدقوا ذلك، فالنخلة لا تستطيع أن تنفع أو تضر، بل إنها لا تستطيع دفع السوء عن نفسها، ولو صليت لله، كي تحترق النخلة فاحترقت ، هل تتبعون دين المسيح، وتؤمنون بالله ؟ قالوا: نعم . فلما كان الليل، قام الصبي يصلي ويدعو؛ فتجمعت في السماء سحب كثيفة، واشتدت حركة الرياح، وبرق البرق، وارتجت الأرض بصوت الرعد، وهوت صاعقة من السماء على النخلة فاحترقت! وشاهد الناس جميعاً معبودهم وهو يحترق، ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه النار؛ فدخلوا في الإيمان بالله. استمع الملك ـ عابساً ـ لما يقوله الفارس، ثم اجتمع بمجلس الوزراء وقادة الجيش؛ استعداداً للحرب على نجران . كانت خطة الملك أن يحاصر المدينة حتى يستسلم أهلها، ثم يضعهم أمام أمرين: أما الموت أو الكفر والنجاة ؛ فلم يخف المؤمنون ، بل تمسكوا بدينهم ؛ فأمر ببناء أخدود ليحرق المؤمنين وهم أحياء، وتم بناء الأخدود، وأصبح المؤمنون وسط الأخدود مقيدين بالحبال، واشتعلت النار بالأخدود، وحُرِّقَ المؤمنون جميعا ! مرت الأيام ، ورقد الملك مريضاً من غير سبب واضح؛ فزاره الأطباء من جميع أنحاء المملكة ، ولكنهم فشلوا في علاجه ، ولم يكن يستطيع النوم من فرط الآلام التي يحسها في جسده ، كان يرى مشهداً واحداً أمام عينه، إنه مشهد ابتسامات المؤمنين وهم يحترقون في الأخدود. وبعد سنين من العذاب الأليم، مات الملك، ولم يكن موته راحة له ،فقد ذهب إلى الله، حيث يبدأ عذابه بنار الجحيم.
عنوان الكتاب
أحمد شفيق بهجت
مصطفى حسين


قصص القرآن
القصص الدينية
قصص القرآن