مقطع كان الحمل صوفي يحب اللعب، والجري مع أصدقائه وكانوا يتسابقون حول الصخرة في وسط الحقل، وأحيانا يقفزون فوق برك المياه، وأمه تحب أن تقضي وقتها مع الخراف الكبار عند شجرة التفاح، ويأكلون التفاح بسعادة، ويتكلمون عن أخبار المزرعة. وفي أحد الأيام كان صوفي يلعب، ووقع فجرحت ركبتاه فبكى وجرى يبحث عن أمه، فلم يجدها فظل يبكي ويقول: أين أنت يا أمي أنا خائف، وبعد دقائق ظهرت أمه فجرى صوفي إليها، وأخذ يمسح رأسه في فروتها وقال: ظننت أنك لن ترجعي. بعد ذلك لم يترك أمه أبدا، ظل يتبعها إلى كل مكان تذهب إليه، وكان يبقى قريب منها لدرجة إذا رجعت أو دارت وقعا هما الاثنان. ذات يوم قالت الأم: غدا سأذهب أحضر التفاح، وستجلس مع ابن عمك (فروة). صوفي: لا يا أمي سأفتقدك ماذا أفعل إذا حدث لي شيء؟ الأم: إني أرجع دائما، ولو حسبتها ستجد أني خرجت وعدت أكثر من مئة مرة، فكر وقال: نعم أمي ترجع دائما، الأم: ألا يعني أني سأرجع إن شاء الله؟ صوفي: نعم إن شاء الله. فكرت الأم وقالت: ما رأيك بصناعة عقد طويل من الزهور ليجعلنا مرتبطين عندما أذهب إلى شجرة التفاح. صوفي: موافق. فصنعا العقد، وسارا ولكن حملين صغيرين أكلا بعض من الزهور فانقطع العقد، قالت الأم ما رأيك أن أرسم دائرة حمراء على ظهري حتى تراني؟ ابتسم صوفي نعم فكرة جميلة. لكن بعض الخراف أعجبتهم الفكرة، ورسموا دائرة حمراء على ظهورهم ولم يعد صوفي يميز أمه، الأم: ما رأيك أن أقول مااااء بصوت عال. صفق صوفي لأمه عندما وقفت على رجليها الخلفيتين وهي تقول ماااء، فزع الخراف من الصوت وطلبوا منها ألا تصدره. ظل صوفي يتبع أمه فجاءت فكرة للأم وقالت: يمكنك استخدام خيالك للتفكير في صور، وكلمات تشعرك بالراحة، أغلق عينك وحاول أن تتخيل صورة زهرة. قال: نعم إني أراها، والآن حاول أن تتخيلني بدائرة حمراء على ظهري، فضحك وقال إني أراها، ويمكنك أن تطرد الصور التي تشعرك بالخوف والتفكير بالأشياء المفرحة، نعم أتخيل نفسي وأنا أجري وراء فراشة أو تفاح تسقط بجوار صديقي القنفذ. همست له الأم وقالت: تذكر أن لديك غطاء خاص يحيط بك لا يراه أحد وموجود منذ ولادتك مصنوع من حبي لك، فعندما تشعر بالخوف تخيل أنك تلتف بالغطاء ليشعرك بالسعادة، تدرب صوفي على تخيل الصور السعيدة ورد عبارة إن شاء الله وبعد عدة أيام أصبح يستطع ترك أمه تسير بعيدا عنه دون أن يتبعها فاستطاعت أن تذهب إلى الخراف عند شجرة التفاح لتمرح معهم. في البداية كان ترك أمه صعباً، ولكن بعد فترة خوفه قل، وفي أحد الأيام بعد الظهر حكى صوفي لأمه عن مسابقة الجري بين أصدقائه والقفز في البرك مع ابن عمه وقال هل تصدقين يا أمي؟ قالت: ماذا يا صوفي؟ لم أشعر بالخوف مع أنك كنت بعيدة عني إنما شعرت بالسعادة.
عنوان الكتاب
أنجر ماير
جينيفر كاندون


خيال علمي
الخوف*
الحمل - قصص الأطفال