مقطع تحكي القصة عن فلاح فقير له ثلاثة أبناء: الأكبر ويدعى "أرشد" وهو ضخم الجسم، ساذجاً، وطيب السريرة، وكان أوسطهم يدعى "أمجد" كان نحيف الجسم، حسوداً وشريراً، أما أصغرهم فهو "أسعد" وكان أبيض البشرة، قصير القامة، ويُطلق عليه لقب "قصير الذيل" ولكنه كان يتميز بالذكاء والخبث والدهاء. طلب الفلاح من أبنائه الثلاثة أن يتركوا له الكوخ الذي يعيشون فيه، ويذهبوا للعمل والسعي وراء الرزق. وقد كان في هذه القرية قصر للملك، كثير الشرفات والنوافذ. وفي ليلة من الليالي، انبثقت من الأرض شجرة ضخمة، ملتفة الغصون والأوراق؛ فحجبت نور الشمس عن القصر، فأعلن الملك عن جائزة لمن يستطيع قطع هذه الشجرة، وكذلك حفر بئر من الماء في فناء قصره؛ بسبب قلة المياه، فلم يفلح أحد في تنفيذ ما طلبه الملك، ولما ضاقت بالملك الحيل عن تحقيق مطالبه، أذاع أنه سيمنح يد ابنته ونصف مملكته، لمن يتغلب على الشجرة، فيطرحها أرضاً، ويقوى على الصوان فيفجر منه الماء. فسمع أولاد الفلاح الثلاثة بعرض الملك، فطلبوا من أبيهم الذهاب إلى قصر الملك، فوافق الوالد على مطلب أبنائه، وتوغل الأولاد الثلاثة في غابة من الصنوبر، فطرق أسماعهم صوت فأس؛ فاندفع أسعد إلى مصدر الصوت، ولما وصل إلى رأس الجبل وجد فأساً مسحورة، تعلو وتهبط على شجرة من الأشجار الضخمة، وتناول الفأس ووضعها في كيس كبير من الجلد كان يحمله، وهبط من الجبل إلى إخوته فرحاً مسروراً، واستأنف الإخوة السير، حتى بلغوا طريقاً تحف به الصخور، وسمعوا صوتاً؛ فصعد أسعد إلى مكان الصوت، وأخذ المعول وفك منه المقبض، ووضع القطعتين في كيسه الجلد، وهبط من الجبل مبتهجاً، ثم استأنف الإخوة الثلاثة سيرهم، فوصلوا إلى جدول ماء، فأصر أسعد على معرفة مصدر هذا الجدول، فوجد قشرة جوزة ينبثق منها الماء، فأخذها وغطاها ببعض الأعشاب؛ حتى لا يتدفق منها الماء ووضعها في كيسه الجلد. وبعد ذلك وصل الإخوة الثلاثة إلى قصر الملك، وبدأ الأخوان أرشد وأمجد في قطع الشجرة، ولكنهما لم يفلحا في ذلك؛ فأمر الملك بقطع أذنيهما، بعد ذلك تقدم الأخ الثالث "أسعد" والذي يسمى قصير الذيل، فأخذ الفأس المسحورة من كيسه، وقام بقطع الشجرة بدون أي عناء، بعد ذلك أخذ المعول من كيسه، وبدأ في حفر البئر، ونجح كذلك في حفر بئر عمقه مئة قدم، ثم أخرج قشرة الجوزة وغرسها في الأرض على مقربة من فوهة البئر، فتفجرت الأرض بالماء، واندفع منه في الفضاء، بعد ذلك ذهب أسعد إلى الملك، فأعطاه الملك نصف مملكته، أما يد ابنته فحاول الملك التخلص من هذا الوعد، واصطنع العراقيل؛ حتى لا يحصل على يد الأميرة، ولكن في كل مرة، كان قصير الذيل يتغلب على هذه الصعاب، حتى استجاب الملك، وتم زفاف الأميرة إلى قصير الذيل، وكان الفرح يملأ جميع القلوب، إلا قلب أمجد الذي ثارت غيرته وحقده، فهرب إلى الغابات هائماً على وجهه؛ فافترسته الذئاب، وهذه عاقبة كل حسود وحقود. وجلس قصير الذيل على العرش بعد موت الملك مدة اثنين وخمسين سنة، كان فيها مثال الحاكم النشيط العادل.
عنوان الكتاب
عادل الغضبان


واقعي
المكتبة الخضراء للأطفال
ذوي الإحتياجات الخاصة
الفئات الخاصة