مقطع تقع أحداث القصة الرمزية في مدينة الدوائر، التي يتخذ أصحابها شكل الدوائر، ويمارسون أنشطتهم اليومية من قفز وتدحرج، ويفتخرون بالشخص الذي يحقق أعلى مستويات القفز، وأسرع مستويات التدحرج. من بين سكان هذه المدينة، كان يعيش السيد الدائرة وزوجته اللذان ينتظران حدثاً سعيداً، وهو استقبال المولود الجديد. لقد خطط الوالدان مستقبل هذا القادم، وماذا سيصنعان معه، وما سيمارسانه معه من ألعاب القفز والتدحرج. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي العائلة، إذ أنجبت السيدة الدائرة طفلاً غير مكتمل النمو، جاء على شكل نصف دائرة، وتحطمت بذلك أحلام الزوجين وما وضعاه من خطط. ويكبر الطفل، ويجد نفسه في مجتمع يرفضه؛ لأنه مختلف عنه ولا يستطيع القيام بأبسط أمرين وهما: القفز والتدحرج. لقد شعر الطفل بغربته عن أهل مدينته، وحاول الاندماج معهم لكن من غير جدوى، فجاء إلى أهله باكياً وشاكياً، وكانت الإجابة الحكيمة من والديه هو اكتشاف قدراته الداخلية التي تحقق له سعادته الخاصة، لأن السعادة لا تنحصر في القفز والتدحرج. وهكذا فكّر الطفل النصف الدائري فيما يمكن القيام به من أمور، فبدأ رحلة التحولات، فكان إصيصاً يحتضن الورد، لكن الرمل كان مؤذياً له، ففكر في أن يكون حوضاً للأسماك، لكن الأطفال يصبون المشروبات الغازية على الماء، وفكر في أن يكون قبعة تقي الناس حرارة الشمس لكنه ليم يجد في ذلك جدوى. ورجع الطفل نصف الدائرة إلى عزلته بعد أن رفض الآخرون مدّ يد العون إليه. لكن الغوث جاءه من السماء، فقد نزل المطر واكتشفت الدوائر أنها لا تستطيع السباحة وأنها معرضة للغرق. هنا جاء دور نصف الدائرة ليتشكل في هيئة قارب ويبدأ في إنقاذ أهل المدينة. عرف الناس في المدينة الدور الحيوي الذي قام به نصف الدائرة، ووعوا حقيقة أن السعادة لا تنحصر في تمام التجانس والقيام بالقفز والتدحرج. وهكذا كان في اختلاف نصف الدائرة بداية التعرف والتوعية لتقبل المختلف عنهم، وجرى توظيفه مراقباً لإنقاذ شواطئ المدينة، بعد أن أنقذهم من خطر التميز الاجتماعي، وجرى إدماجه في الحياة الاجتماعية.
عنوان الكتاب
نايف عبد الرحمن المطوع
بزه الباطني
مي عبد الحميد فرج


واقعي
الفئات الخاصة
ذوي الإحتياجات الخاصة