مقطع هذا كتاب يحاول فيه الباحث أن يضع تصورا لمفهوم "عدالة الصورة"؛ وهو مفهوم مهم لا سيما في القصص التي تتناول الموضوعات التاريخية والدينية والواقعية والقصص التي هي محل الدراسة في هذا الكتاب والخاصة بذوي الإعاقات المختلفة. والباحث-ابتداء- لا يدعي اختصاصه بالتربية الخاصة، لكنه مهتم بأدب الطفل وما يتصل به من انتاج أدبي. وقد لا حظت أنه في الآونة الأخيرة بدأ الاهتمام واضحا لدى دور النشر العربية سواء باستكتاب المؤلفين أو ترجمة القصص الخاصة بذوي الاحتياجات المختلفة، مما لفت كثيرا من الباحثين لعمل دراسات وأطروحات بهذا الشأن. وعلى الرغم من طغيان الوسائط البصرية الجديدة من خلال التواصل الاجتماعي بين الأفراد طيلة أكثر من عقدين، فإن الصورة في العالم العربي لا تزال موضوعاً هامشياً في المُمارسة الفكرية وكذلك في الدراسات الأكاديمية. بل إن هذا التهميش يزداد وضوحا في أدب الطفل العربي، كما أن موضوع الصورة من حيث إنها تقدِّم الحقائق في صورة معلوماتٍ بصريةٍ لم تحظ بالاهتمام الكافي. ولعل مرجع هذا إلى ما يتطلبه مثل هذا النوع من الدراسات من تضافر جهود طائفة من الباحثين من ذوي التخصصات المتنوعة (تربية خاصة-أدب أطفال-تربية فنية). وتحاول الدراسة الحالية تقديم تصور نظري في تحليل الصورة في قصص الأطفال، لا سيما القصص التاريخي، والديني، وقصص الإعاقات المختلفة، في ضوء الأبحاث المختلفة التي عالجت مفهوم الصورة بتصورها الفلسفي والمعرفي والأدبي والتربوي. ولقد فصلنا القول في عناصر بناء الصورة لا سيما العناصر الخمسة التي أشار إليها بيكر Becker ، والأنماط التسعة عشر التي أشار إليها جي Gee، وأوردنا نموذجا تحليليا للوحة واحدة نبين المقصود بعدالة الصورة، وقد استغرق النموذج الذي أوردناه عدة صفحات لبيان مدى ما يمكن أن تصل إليه الصور المقدمة للأطفال من تعقيد، لا سيما في القصص التاريخي والديني وذوي الإعاقات المختلفة. وقد جاء هذا التأطير النظري بالفصل الأول من الكتاب. أما الفصل الثاني فقد خصصناه لتحقيق مفهوم "عدالة الصورة"، فعرضنا أنواع الإعاقات المختلفة وخصائص كل إعاقة، وذلك لمحاولة معرفة مدى تمثل رسام قصص الأطفال لهذه الخصائص عند قيامه بعملية الرسم، وحتى تكون مثل هذه الخصائص الدقيقة للإعاقات المختلفة دليلا لدور النشر العربية يستعان به عند نشر هذا النوع من القصص لتحقيق العدالة البصرية. أما الفصول من الثالث وحتى العاشر فهي تعالج الإعاقات المختلفة. فيختص الفصل الثالث بالأطفال ذوي الإعاقة العقلية والتي يمثلها متلازمة الداون. والفصل الرابع بذوي التوحد الطفولي، والفصل الخامس بمن يعانونصعوبات التعلم واضطرابات النطق، والفصل السادس بذوي الإعاقة البصرية، والفصل السابع بذوي الإعاقة السمعية، والفصل الثامن بذوي الإعاقات الجسمية والصحية، والفصل التاسع بذوي الأمراض المزمنة. أما الفصل العاشر فيتناول الذين أطلقت عليهم "ذوو الاختلاف المعيق"؛ وأعني بهم من يختلفون عن الآخرين بالحجم (إفراط في الضخامة أو العكس) أو الصوت العالي، أو الاختلاف الواضح بطريقة صف الاسنان أو الشعر المجعد، أو الأحدب وغيرها من الاختلافات التي قد تمثل عائقا عند أصحابها يحول بينهم وبين الإندماج مع المجتمع. وتضمنت خاتمة الكتاب خلاصة عامة لأهم الملاحظ على الرسوم في قصص ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتاح للمعنيين بنشر أدب الطفل العربي فرص الإفادة منها. وتبقى ملاحظة مهمة وهي أن الكتاب عالج بالفحص والدرس ما هو منشور ومتاح من قصص ذوي الإعاقات المختلفة؛ سواء منها ما كتب بالعربية أو ما ترجم إليها من لغات مختلفة، على أمل أن يتم تناول الفروق بين القصص المترجم والعربية من حيث الصورة في دراسات قادمة لتمييز الفروق التقنية بين الرسام الأجنبي والرسام العربي، ومن ثم إمكان التوصل إلى التمييز بين دور النشر الجادة ودور النشر التجاري.
عنوان الكتاب
علي عاشور الجعفر


واقعي
ذوي الإحتياجات الخاصة
الفئات الخاصة
ذوي الاحتياجات الخاصة - أدب الأطفال
ذوي الاحتياجات الخاصة - رسومات
الإعاقة البصرية
الإعاقة الحركية
الإعاقة العقلية
صعوبات التعلم*
متلازمة إيرلن
عدالة الصورة