مقطع كان هناك زوجان عجوزان يشعران بالوحدة لأنهما لم يرزقا بطفل وكانا يتمنيان لو أنهما يرزقان بطفل حتى ولو كان بحجم أصبع اليد ويدعون ربهم أن يرزقهم بطفل. وبعد حين شعرت الزوجة العجوز بآلام في بطنها وبعدها ولدت طفلا صغير جدا لا يزيد عن حجم إبهام اليد ولكنهما رضيا بالإرادة السماوية وأسمياه "عقلة الأصبع" واعتنيا بتربيته. لكن عقلة الأصبع هذا ظل بهذا الحجم حتى عندما كبر وأصبح شابا لم يزد طوله وظل جسده صغيرا، ولم يستطع المساعدة بشيء وشعر أبواه بخيبة الأمل وكان الأطفال يسخرون منه، لكنه كان يتقن الرقص ويجيد الغناء. وفي يوم من الأيام طلب من والديه أن يسمحا له بالذهاب للعاصمة حتى يعمل هناك ووافق الوالدان مع حزنهم لفراقه، ولحجمه الصغير اتخذ من وعاء الحساء الصغير مظلة ومن إبرة أمه سيفا له وعصا الطعام عصا يتوكأ عليها، وخرج والديه يودّعانه وقد أوصلاه حتى نهاية حدود القرية وأرشداه على الطريق الصحيح للوصول للعاصمة، وفعلا سار عقلة الأصبع مثلما أوصياه والديه ولكن بعد سير طويل لم يجد النهر الذي قالا عنه فسأل نملة ودلته عليه. وسار كما قالت له النملة مسافة طويلة وجد بعدها النهر الكبير فجعل من قبعته قاربا ومن عصاه مجدافا وأبحر في النهر. وعندما أتى الليل توقف بين أعواد البوص ونام في قاربه، وعندما أقبل الصباح عاد من جديد يجدف صاعدا في النهر واستمر أياما حتى وصل إلى العاصمة، وهناك وجد أناس كثيرون حوله وكان يسير بحذر خوفا من أن تدهسه أقدامهم، ثم اختار طريقا قليل الحركة فوجد فيه بيتا كبيرا وتأمل خيرا في أن يجد له عملا، فنادى بأهل البيت وخرج رجل من البيت لكنه لم يره وأخبره عقلة الأصبع بأنه تحت ظل حذائه ونبهه حتى لا يدهسه، فنظر له الرجل في دهشة وهو يراه في عدة السفر ورفعه بإصبعيه وسأله عن سبب مجيئه فذكر له السبب فضحك الرجل وسأله ساخرا ماذا ممكن أن يعمل مثله، فاستعرض عقلة الأصبع قوته بغرس سيفه في ذبابة وكذلك أدى له رقصة بمهارة عالية صفق لها جميع من في المنزل بعد أن خرجوا ليروه. وقد كان هذا قصر وزير مرموق في العاصمة وكُتب لعقلة الأصبع أن يعمل فيه وحظى بحب أهل القصر وخاصة الأميرة ابنة الوزير، وكان يساعدها في بعض أعمالها أو في اللعب. ومرت عليه بضع سنوات وهو يعمل لديهم بجد. وفي أحد الأيام خرج مع موكب الأميرة لزيارة معبد كيوميزو وفي طريق عودتهم سلكوا طريقا موحشا وخرج عليهم ثلاثة غيلان، أحمر وأسود وأخضر. وكان الأخضر والأسود يحمل كل منهما عصاً حديدية ضخمة والأحمر يقبض على المطرقة السحرية، وقد سدوا الطريق عليهم وقالوا بأنهم يجب أن يخطفوا الأميرة فخرج لهم عقلة الأصبع بشجاعة وقال: لن أسمح لكم. ثم قفز للأعلى بخفة ووخز سيفه في عين الغول الأخضر مرات عديدة فاشتد لونه اخضرارا وألقى عصاه وتمدد على الأرض وانتقل للغول الأسود فأوسعه وخزا حتى أصبح شديد السواد ثم هجم عليه الغول الأحمر الذي توهج لونه كالنار وفتح فمه الكبير فقفز عقلة الأصبع بداخله وأوجعه وخزا فاستسلم الغول الأحمر، فخرج عقلة الأصبع من فمه وهربت الغيلان تاركين المطرقة السحرية، وفرحت الأميرة بسلامة عقلة الأصبع الذي طلب منها هز المطرقة السحرية التي تحقق الأماني فقالت أنت من فاز بها فتمنى عقلة الأصبع أن يكبر جسده، فهزت الأميرة المطرقة فنمت قامته واستمرت تنمو كلما هزت الأميرة المطرقة إلى أن أصبح شابا رائعا أمام الأميرة وذهبا للقصر وهما يقفزان من السعادة وعرف أهل العاصمة بما حدث وبشجاعته وأصبح في مركز مرموق وتزوج الأميرة ودعا والديه وعاش الجميع في سعادة.
عنوان الكتاب
موموكو إيشي
عصام حمزة


خيال علمي
ذوي الإحتياجات الخاصة
الفئات الخاصة