مقطع كانت "ليلى" بنت صغيرة تختلف عن أقرانها حيث أنها لا تستطيع المشي، فهي تجلس على الكرسي المتحرك وهي أيضا لا تتمكن من التفكير مثلهم. كان أبوها حزينا عليها وأمها تعتني بها جيدا. تعمل والدتها في الحياكة والتطريز بالصوف الملون وكانت تبيع ما تصنعه من قمصان وسجاد على جاراتها وقريباتها في حين تلعب ليلى بكرات الصوف الملونة ولكن الأم لا توبّخها عندما ترى خيوط الصوف متشابكة بل تقبل يداها وتقول بأنها ستكون أفضل منها في الحياكة والتطريز وكانت ليلى سعيدة بهذا الكلام. وفي المدرسة ترى ليلى صديقها "أحمد" وهو أيضا يتحرك على كرسي يلعب كرة السلة ويسجل هدفا فتقول: أحمد لدية يدان قويتان يقذف بهما الكرة بالسلة، وأنا لدي يدان ماهرتان تصنعان السجاد والقمصان. ولم تكن أمها تخجل منها بل تقدمها لجاراتها وقريباتها وهي تقول: هذه حبيبتي ليلى الفنانة الرائعة. وتمسح على رأسها لكن ليلى لا تُبدي أي ردة فعل للموضوع، وكانت تسعد جدا باللعب مع الأطفال. ذات يوم وجدت الأم قميصا صوفيا ملونا بخطوط عرضية جميلة وعرضته على زبائنها فتخاطفته النساء كل واحدة تريد شرائه، وأقبلت الأم على ليلى واحتضنتها ووضعت أمامها النقود وهي تحكي لها ما جرى ففرحت ليلى كثيرا. وبعد أيام بدأت ليلى تغزل سجادة حمراء برسوم غريبة ومتقنة بكرات الصوف ذات الأسلاك الناعمة التي تحبها، وكانت تقضي ساعات وهي تغزل والأم تنظر لها بدهشة وبعد انتهائها عرضت الأم السجادة الحمراء على والدها الذي أعجب بها جدا ودهش لدقتها وقررا دعوة الأقارب والأصدقاء والمدرسين لمشاهدتها وإبداء رأيهم فيها، وعندما رآها الجميع أعجب بها ولم يصدقوا بأنها من صنع ليلى، واقترح عجوز بأن يقام لها معرض يحضره تجار السجاد والفنانين وفعلا حضر الجميع وتأملوا السجادة بغرابة لدقة حياكتها وجودة صوفها وتنافس التجار لشرائها. ومنذ ذلك الحين وليلى تغزل وتطرز أجود السجاد والذي يعد أجمل مما ينتج في مصانع السجاد في العالم، وكان والديها سعيدان لذلك جداً.
عنوان الكتاب
يوسف إبراهيم المحيميد
سعد السداوي


واقعي
انطلاقة أطفال معوقين
الإعاقة الحركية
ذوي الإحتياجات الخاصة - تراجم
الفئات الخاصة